الكتاب من القطع الصغير ويقع في 100 صفحة؛ قال المؤلف في التعريف بالكتاب:
You are here
قراءة كتاب الموت بوابة الخلود
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية

الموت بوابة الخلود
الصفحة رقم: 2
يستوي في ذلك من يرى أن بعد الموت بعثاً وحساباً وحياة جديدة يلقى فيها جزاء ما قدم من خير أو شر،
ومن يراه خاتمة المطاف ونهاية مسرحية لم يعرف كاتبها ولا مخرجها ولم يدر لماذا جاء ولماذا غادر.
جاء لا يعرف من أين وسيمضي إلى مجهول يسعى إلى أن يكون عدما ليؤمِّن لنفسه راحة العدم؛ لأنه لم يعد نفسه لوجود جديد ولم يحسب حسابه.
كثيرا ما نتجاهل الموت لأننا لم نفرغ بعد من أمور دنيانا ولم نرتب أوراقنا لنقول إننا جاهزون للرحيل.
لم نجهز حقائب سفرنا ولم ننتبه إلى أن مقعد رحيلنا عن دنيانا محجوز لنا منذ تخلقنا أجنة في أرحام أمهاتنا.
ولم نتنبه إلى أننا في هذه الدنيا أشبه ما نكون بالركاب في صالة انتظار في المطار أولئك الذين يسمح لهم بالتجوال في المنطقة الحرة بكل إغراءاتها وتبرجها وإعفاء ما فيها من الرسوم الجمركية.
بعضنا أو لنقل إن كثيرا منا نسي أنه في صالة الانتظار، وأن جولته في السوق الحرة عارضة مؤقتة، وأن عليه حين ينادى عليه بالتوجه إلى بوابة كذا أن يستجيب.
بل عليه ألا ينسى أنه في صالة انتظار.
وأنه ليس في دار قرار.
وأنه وهو في هذه الصالة كان تحت رقابة صارمة تسجل بالصوت والصورة كل حركاته،
وأنه عند الخروج من البوابة سيُسأل عما فعل وسيتم تفتيش ما معه من البضاعة،
وأنه سيستخرج منه ما أخفى مما مدَّ إليه يده حين نظر يمينا ونظر شمالا وظن أن لم يره أحد، وأخفى ما أعجبه في جيبه حينا، أو دسَّه في حقيبته حيناً، من غير أن يدفع ثمنه.
كل ذلك سيستخرج منه ويسأل عنه ولن ينفعه أن يقول: أنا لم آخذ هذه الأشياء بل تسللت إلى جيبي أو اندست في حقيبتي!!!