You are here

قراءة كتاب الموت بوابة الخلود

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الموت بوابة الخلود

الموت بوابة الخلود

الكتاب من القطع الصغير ويقع في 100 صفحة؛ قال المؤلف في التعريف بالكتاب:

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 10
وقل مثل ذلك في مسافري الآخرة الذين يعبرون قنطرة الموت إلى عالم البرزخ،
 
فهم ليسوا سواء، ولكل منهم حال يناسب منزلته عند الله، ومنزلته عند الله مرتبطة بإيمانه و صالح عمله.
 
ومن أوضح وأجمل من عبر عن الأحوال المختلفة للموتى التابعي أبو حازم الأعرج رحمه الله تعالى، الذي دار حوار بينه وبين سليمان بن عبد الملك، ومما دار في ذلك الحوار حديث عن الموت،
 
فقد سأل سليمان أبا حازم سؤالا مهمّا يتردد على ألسنة بعض الناس هو: يا أبا حازم، ما لنا نكره الموت؟.
 
وجاء الجواب الحكيم من أبي حازم الحكيم الذي يدرك الحقائق ويكشف الأسباب.
 
قال: لأنكم خربتم آخرتكم، وعمرتم دنياكم، فكرهتم أن تنقلوا من العمران إلى الخراب.
 
ولنا أن نسأل فنقول: من الذي يكره الموت؟
 
هل يكره الموت من يعلم أن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر؟
 
هل يكره الموت من يعلم أن الآخرة خير وأبقى من الدنيا؟
 
هل يكره الموت من تزود بالعمل الصالح وهو يعلم أنه يقبل على رب كريم غفور رحيم؟
 
الذي يكره الموت هو: من رضي بالحياة الدنيا واطمأن بها، والآخرة عنده ظن أو خيال أو وهم وليست حقيقة ثابتة.
 
ولنقف على بقية ما له علاقة بالموت من كلام الحكيم أبي حازم، ذلك الكلام الذي يكشف بنور العلم والإيمان ما يكون مع الإنسان عند موته، وشتان بين حال المؤمن وحال الكافر.
 
قال سليمان: كيف القدوم على الله؟.
 
قال أبو حازم: يا أمير المؤمنين، أما المحسن فكالغائب يقدم على أهله، وأما المسيء فكالآبق يقدم على مولاه (أي العبد الهارب من سيده يرجع إليه قسرا).
 
كلام قليل لكنه بليغ كاشف عن حال الراحلين ليكون استقبال كلٍّ منهم على مقدار حاله.
 
فشتان بين من يعود إلى أهله بعد غياب فيستقبل بالحفاوة والترحاب، ومن يكون هاربا من سيده أو مجرما هاربا من سجنه، هل يستويان؟.
 
ليس الناس عند الموت سواء كما أنهم لم يكونوا في الحياة سواء،
 
بل يموت المرء على ما عاش عليه ويبعث على ما مات عليه.

Pages