الكتاب من القطع الصغير ويقع في 100 صفحة؛ قال المؤلف في التعريف بالكتاب:
You are here
قراءة كتاب الموت بوابة الخلود
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية

الموت بوابة الخلود
الصفحة رقم: 6
أوهام حول الحياة والإنسان
يرتبط الحديث عن الموت بالحديث عن تصورنا للحياة وتصورنا عن الإنسان ووظيفته في الوجود وسر خلقه.
واسمحوا لي أن أستعير جملة كنت أسمعها من إحدى جداتي تلخص موقف كثير من الذين يتحدثون عن الموت من حيث يريدون أو لا يريدون هذه الجملة هي: (خلقنا وعلقنا)
فهل نحن فعلا علقنا في كوننا مخلوقين وهل الحياة ورطة؟
سؤال قد يبدو عجيبا ولكن إن نحن تدبرنا في حديث كثير من الوعاظ والدعاة عن الحياة والإنسان والموت وجدناها كذلك، وحاشا لله أن تكون كذلك.
وهي نظرة بدأت في وقت مبكر من عهد التابعين الذين انعزل بعضهم عن الحياة وعطل ما أودع الله تعالى فيه من القدرات، ولو أن المجتمع سار على منهج هذا النفر لتعطلت الحياة ولخفي سر الخلق، ومن شاء فليرجع إلى كتاب صفة الصفوة لابن الجوزي، ولينظر شواهد كثيرة لما أقول. [ولعلي أنشر قريبا دراسة أعددتها حول هذه الظاهرة بعنوان: الزهد في الإسلام ( قراءة في كتاب صفة الصفوة )].
إن منهج: لدوا للموت وابنوا للخراب.
ومنهج: نح على نفسك يا مغرور إن كنت تنوح.
ومنهج الترهيب المعطل للحياة.
هذا المنهج هو الذي نجده في بعض المواعظ والدروس (التمثيلية) نعم أقول: (التمثيلية (التي يتحول فيها الواعظ إلى ممثل تراجيدي،
في طريقة عرضه لفكرة الحياة والموت،
وفي تركيزه على جانب من الحياة،
ويغدو مثل هذا الوعظ كابوسا لا يستطيع سامعه أن ينام دون أن تصيبه الكوابيس.