الديوان الشعري "أشجار النار" الصادر عام 2000 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، للكاتب جميل أبو صبيح، نقرأ من أجوائه:
امْرَأَةٌ بَيْضاءْ
عَلى خَدّها نَجْمَةٌ تَسْري بِأَعْصابِ الْمَكانْ
تَجْلِسُ بصهيل مراياها وَعِنَبِها
You are here
قراءة كتاب أشجار النار
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
![أشجار النار أشجار النار](https://files.ektab.com/php54/s3fs-public/styles/linked-image/public/book_cover/mu362f.jpg?itok=u75D9eCQ)
أشجار النار
الصفحة رقم: 4
أيْنَ ذَهَبَ النَّسّاجونْ !!
وُعُولٌ تَجيءْ
وَوُعولٌ تَذْهَبْ
وَلا تَزالُ مَلامِحُنا واضِحَةً عَلى زُجاجِ كافْتيرْيا الآدابْ
وَلازالَ وَقْعُ خُطُواتِنا الْجامِحَةِ عالِياً في مَمَرّاتِها
وَلازالَ ضَجيجُ أسْئِلَتِنا وَلُهاثُ ذُكورَتِنا يَمْلآنِ مُدَرَّجاتِ الْعَرَبي وَالإنْجِليزي
وَلازالت الطّالِباتُ يُسْنِدْنَ مَراياهُنَّ النّاعِمَةَ عَلى الشَّبابيكِ الْخَلْفِيّةْ
كَمْ مَرّةٍ أَمْسَكْناهُنّ بِجَرائِمِهِنّ الْصَغْيَرة
يَبْثُثْنَ مَلامِحَهُنَّ اليانِعَةَ أَشواقَ الْمَرايا
ولازالَ صَهْيلُ أَشْعارِنا نابِتاً كَعُشْبِ الْجَداوِلِ في الأمْسِياتِ الشّعْريّةْ
ولازالَ النّادِلونَ في اللاّتِيِرْنا وَالْقِنْديلِ يَرْفَعونَ الأكْوابَ وَالزُّجاجاتِ الْفارِغَةِ مِنْ أمامِنا وَيَضَعونَ غَيْرَها
وَلازالوا يَسْكُبونَ وَيَسْكُبونَ
وَلا نَنْتَهي
وَلَمْ تَزَلْ غاباتٌ شاسِعَةٌ تَمْتَدُّ وَراءَ وَعْيِنا
وَضَعْنا عَلى ذُؤابَةِ كُلِّ شَجَرَةٍ فيها قِنْديلاً أَزْرَقَ اللّوْنْ
أَذْكُرُ سَرَقْنا لَوْنَهُ مِنْ سَماءِ شَبابِنا الزَّرْقاءَ الْخالِصَةْ
أَذْكُرُ كانَتْ زَرْقاءَ كَبَحْرْ
وَلَمْ تَزَلْ صُورَةُ الْمَرْأةِ الْباكِيَةِ عَلى جِدارِ اللاّتيِرْنا تَسْفَحُ دُموعَها
لمَْ تَتَوَقَّفْ في أَيِّ لَيْلَةٍ نَتَسَلَّلُ فيها إِلى الْمَقاعِدِ الْخَشَبِيّةْ
إنَّها امْرَأَةٌ تَنْظُرُ إلَيْنا بِحَرارَةٍ ، وَتَبْكي
لَسْتُ أَدْري ··
تَبْكي لَنا أَمْ عَلَيْنا ؟!ٌ
إِنَّها امْرَأَةٌ مِنْ لَحْمٍ مَشْوِيٍّ وَشالٍ مَلْفوفٍ عَلى نَهْدَيْنِ نافِرَينِ يَقْطُرانِ دَماً
دَمُ الشَّوارِعْ