الديوان الشعري "أشجار النار" الصادر عام 2000 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، للكاتب جميل أبو صبيح، نقرأ من أجوائه:
امْرَأَةٌ بَيْضاءْ
عَلى خَدّها نَجْمَةٌ تَسْري بِأَعْصابِ الْمَكانْ
تَجْلِسُ بصهيل مراياها وَعِنَبِها
You are here
قراءة كتاب أشجار النار
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
![أشجار النار أشجار النار](https://files.ektab.com/php54/s3fs-public/styles/linked-image/public/book_cover/mu362f.jpg?itok=u75D9eCQ)
أشجار النار
الصفحة رقم: 9
تَنْسَلُّ فَتَياتُنا مِنْ عَجينَةِ الأكْواخْ
تَنْسَلُّ بِثِيابِ الأعْراسِ الدّامِيَةْ
عَلى رُؤوسِهِنَّ أكاليلُ الْمَوْتْ
وَسَقْفٌ هائِلٌ مِنْ عَتمَةِ الْقارْ
حَيْثُ نُسَلِّمُهُنَّ بِأكُفٍّ مُرْتَجِفَةْ
قُصاصاتٍ مِنْ نَزْعِ رَمَقِنا الأَخيرْ
قَصاصات رَسائِلِ الْمَوْتْ
كَيْ يَصِلْنَ بِسَلامٍ ·· يَداً بِيَدْ
إِلى أَشْباحِنا الُمُلْتَهِبَةِ تَحْتَ قِشْرَةِ الأرْضْ
أَشْباحنا ذات الرَّصاصِ الذي لا يُخْطئْ
أَكُّفُنا مُتَشابِكَةٌ وَآثارُ خُطانا عَلى بَعْضِها ··
مِنَ النَّهْرِ إِلى الْبَحْرِ نَسيجُ أَقْدامِنا ···
وَمِنْ ساحِلِ الْغَوْصِ إِلى حُراّسِ الثِّمارِ الْمُضيئَةْ ··
كلَّما نَمشي تَتَّسِعُ الأرْضُ مَعَ خُطواتِنا ··
فَتَتْبَعُنا النُّجومُ وَالأَوْدِيَةْ ،
وَتُرَفْرِفُ حَوْلَنا قُلوبُ فَتَياتِنا الْمَثْقوبَةُ وَراءَ الْبَوّاباتِ الْمُتَوَجِّسَةْ ··
نَحْنُ الأَرْبَعَةْ ···
أَرْبَعَةُ جُدْرانٍ لِكوخٍ واحٍدْ ··
أَرْبَعَةُ فَلَسْطينِيَّينَ في زَوْرَقِ التّيهْ
أَرْبَعَةُ عُشّاقٍ عَلى حِصانِ الْحُبّْ ··
أَرْبَعَةُ وُجوهٍ لِقَضِيّةْ ···
نَحْنُ الأَرْبَعَةْ
ماضونَ بِوُجوهِنا الصَّخْرِيّةِ الْجَنائِزِيَّةْ
خَلِيّةٌ مِنْ أَرْبَعَةِ بَنادِقَ مَحْشُوّةْ
تَصْعَدُ الأَغاني مِنْ قُلوبِنا إِلى فَضاءِ الْمَوْتْ
الْمَوْت الْجَريء عَلى أَسْيِجَةِ الْحُقولْ
في مُخَيَّلَتِنا الْجَنّةُ وَالرَّصاصُ الذي لا يُخْطِئ الْغُزاةْ
نَحْنُ الأَرْبَعَةْ ··
فَخورونَ أَنَّ لَنا فَتَيات مِنْ عُشْبِ الْمَدارِسْ ··
نَدُسُّ لَهُنَّ رَسائِلَنا الْخاصّةَ جِدّاً···
رَسائِل الْمَوْتْ ·