الديوان الشعري "أشجار النار" الصادر عام 2000 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، للكاتب جميل أبو صبيح، نقرأ من أجوائه:
امْرَأَةٌ بَيْضاءْ
عَلى خَدّها نَجْمَةٌ تَسْري بِأَعْصابِ الْمَكانْ
تَجْلِسُ بصهيل مراياها وَعِنَبِها
You are here
قراءة كتاب أشجار النار
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية

أشجار النار
الصفحة رقم: 6
تَلُفّ زاوِيَةً بارِدَةً حَوْلَ جَسَدِكَ الطَّرِيّْ
تَنْبُشُ تُرابَ الذّاكِرَةِ عَنْ بِرادَةَ الْحَديدِ التي تَساقَطَتْ مِنْ لَحْمِك
كَيْ تُعيدَها أكْثَرَ صَلابَةً وَخُشونَةً
ثُمَّ سَوِيّاً رَغْمَ عَقارِبِ السّاعَةِ التي تَلْدَغُنا بِسُمومِها ،
نَبْحَثُ بِإصْرارٍ عَجيبٍ في ضَوْءِ الأكَواخِ الْمُحيطَةِ بِنا
عَنْ شُعوبٍ لَمْ تَصِلْ إلَيْها أيْدينا
لكِنَّها تَصْهَلُ في الْمُخَيّلَةْ
تَذوبُ خُطُواتُنا عَلى أرْصِفَةِ عَواصِمَ قاتِمَةْ
طُرُقاتٌ شَتّى ··
عَلى جانِبَيْها حُقولٌ مُحْتَرِقَةٌ وَجَداوِلُ جافَّةْ
نَعْرِفُها رَغْمَ الإصْفِرارِ الذي يَبْتَلِعُها مِثْلَ أَفْعى الْكوبْرى
فَما هذِهِ الْمَدينَة التي خِلْتُها لي
الْمَدينَةُ التي تُدْعى عَمّانْ !!
رَأْسُ حَرْبَةٍ تَخْتَرِقُ الصَّدْرَ مِنْ جانِبَيْهْ
أَمْ ذِئْبَةٌ تَعْجِنُ طينَتَنا جِراءَ صَغيرَةْ
تَنْهَشُها بِهَرافَةٍ وَهَوَسْ
أَمْ أُنْثى بارِدَةْ
تَتَّخِذُ مِنْ جُلودِنا مَفارِشَ وَسَتائِرٌٌٌٌٌٌٌْ!! ٌٌ
ٌٌٌٌٌٌٌٌهذِهِ الْمَدينَةُ التي تَنْفُرُ مِنّي كَفَرَسٍِ عاقَّةٍ شَموسْ ٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌ
وَتَنْقادُ لِفِئْرانِ الْكِتابَةْ
تَلُمُّ بِراحَتَيْها ما تَساقَطٌَ مِنْ فَمي مِنْ كَلِماتٍ

