كتاب "ثرثرة فوق دجلة؛ حكايات التبشير المسيحي في العراق 1900-1935م"، بعد اجتماعات طويلة ومكثفة في بداية عام 1889م بأحد كنائس مدينة "نيو برونزويك" بولاية نيوجرسي بالولايات المتحدة الأمريكية، صادق مجموعة شبان أمريكان متحمسين على تأسيس منظمة تدعى "الإرسالية الع
You are here
قراءة كتاب ثرثرة فوق دجلة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 6
فهم لم يتعلموا حتى الآن بأن الكتاب المقدس هو بالمجان يمكن ان يحصلوا عليه· وإننا نعطيهم إياه لكي نثبت لهم ولأنفسنا كم هو شيء بدون مال وبدون ثمن
ولعل هذه البداية أثبتت لنا درساً هاماً وواضحاً وهو أن هناك في البصرة ساحة جيدة بخصوص العمل بين النساء، وكسب تأييدهن·
وخلال هذه الفترة قمنا بالعديد من الجولات خارج مدينة البصرة والعراق· وقد كانت الجولة الأولى هي للكويت التي يشاع بأنها ستكون المحطة الأولى لخط حديدي جديد· وقد قام بزيارة الكويت كل من مساعد المستوصف وموزع الكتب·
وأظهرت هذه الرحلة للكويت عدة أشياء هامة تتعلق بهذا البلد منها أن الكويت وخاصة بالنسبة لبائع الكتب لن يوجد مستقبل باهر فيها بسبب الأمية العالية· ولكن الأطباء يستطيـعون العمـل هنـا رغـم مضايقــة النـاس لهـم بأنهـم مشـركون، كمـا أن الأطبـاء يستطيعـون الذهاب إلى نجد عبرها وإلى أبعد مكان يريدونه في الجزيرة العربية·
أما المكان الثاني الذي قمنا بزيارته فكان مدينة الناصرية وذلك عبر نهري دجلة والفرات، وفي هذه الجولة حقق موزع الكتب يعقوب فيها نجاحاً جيداً، فقد استطاع في هذه الجولة بيع عدد كبير من الكتاب المقدس، والأهم خاصة هو ما حاوله عبر بيع الكتب زرع بذور المسيحية في المنطقة لتنتج الثمار في المستقبل·
وفي أماكن أخري أيضاً كان موزع الكتب يجري مع الناس أحاديث شيقة حول المسيح عيسى، وخلال الأسابيع القليلة الماضية فإن الجولات التي قمنا بها لمدن مثل الزبير وأبوخصيب حققت نتائج ممتازة ونجاحاً جيداً في التبشير وعرض أفكارنا·
غير أن المدن السابقة روي عنها في تقارير أخرى حكايات سيئة عن التعصب بين أهلها وكان من المستحيل الدخول إلى بعضها أصلاً· لكنني أستطيع أن أقول بأنه حتى ولو كانت تلك المدن صعبة ومتعصبة، فإنني واثق من أنها ستبقى مفتوحة لمبشرينا ولموزعي كتبنا·
إن الجو الحار في العراق على وشك أن يبدأ، وهذا يعرض الرحالة إلى خطر كبير على الصحة، ولكن مع برودة الجو فإننا نأمل في دفع عملنا مرة أخرى·
ويكتب المبشر شارون توماس عن بغداد عام 0 0 9 1م قائلاً:
في بداية هذه الموسم ذهبنا إلى بغداد للتغيير وحصلنا على فوائد كثيرة من هذه الرحلة خاصة لزوجتي السيدة توماس، بجانب بعض الأفكار الجديدة للعمل كسبناها من رؤيتنا للعمل الطبي الممتاز المقام هنا في إرسالية بغداد·
فلدى الإرسالية هنا مستوصفان وطبيبان مؤهلان، وأحد الطبيبين يعمل في بغداد منذ أربع عشرة سنة، وهو بالتالي لديه خبرة في مساعدة الناس هنا·
وأثناء وجودنا في بغداد قمنا برحلة مع الدكتور ستروك حيث زرنا بقايا آثار مدينة بابل القديمة، وقد استمتعنا بتلك الرحلة كثيراً بالرغم من عدم وجود أشياء كثيرة يمكن مشاهدتها، لكن هل يمكن تخيل شعوري وأنا أقف فوق معبد بعل وهو أحد الآلهة عند الكنعانيين والفنيقيين· ووسط دمار المدينة الفارسية العتيقة فإنه لا يمكن مشاهدة أي شيء سوى بقايا الأساسيات المتهدمة للجدران والشوارع·
وقد سمعت أن الحكومة الألمانية قامت مؤخراً بعمليات حفر واستكشاف في بابل·
وطبعاً فلا مفر من الصيف في العراق فهو على وشك أن يبدأ بدرجة حرارة مقدارها 4 0 1 فرنهيت تحت الظل· وفي الشهر القادم ستكون الحرارة على الأرجح بمعدل 2 1 1 فرنهيت درجة تقريباً· والجميع في مدينة البصرة سيكونون بخير، باستثناء لسعات الحر اللاهبة التي جعلت الأطفال من الآن يعانون من الحر·
وبخصوص مستوصف الإرسالية في البصرة، فقد بدأ المرضى في التوافد على المستوصف كل صباح بعد شروق الشمس بفترة قصيرة، وفي الأسبوع الماضي قمت بمعالجة حوالي 0 0 2 مريض· وأظن أن عدد المرضى هذا الأسبوع سيحافظون على نفس تلك الأرقام·
وفي النهاية فإنني أتمنى أن أخبركم عن بعض هؤلاء المرضى في المستقبل·


