You are here

قراءة كتاب ثرثرة فوق دجلة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ثرثرة فوق دجلة

ثرثرة فوق دجلة

كتاب "ثرثرة فوق دجلة؛ حكايات التبشير المسيحي في العراق 1900-1935م"، بعد اجتماعات طويلة ومكثفة في بداية عام 1889م بأحد كنائس مدينة "نيو برونزويك" بولاية نيوجرسي بالولايات المتحدة الأمريكية، صادق مجموعة شبان أمريكان متحمسين على تأسيس منظمة تدعى "الإرسالية الع

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 7
العراقيون يمزقون كتب التبشير!
 
في بداية عام 1 0 9 1م قام المبشر الأمريكي هاري وريزم برحلة في مدن وقرى جنوب العراق مستخدماً مركباً بخارياً تجول به في نهر دجلة الشهير·
 
وعن تلك الرحلة وحكاياتها كتب المبشر هاري وريزم يقول في مجلة الإرسالية الأمريكية:
 
بين واحد من المركبين الإنكليزيين النهريين ركبت المركب البخاري الذي يطوف نهري دجلة والفرات واتخذت طريقي عبره في رحلة بجنوب العراق·
 
لقد تركت كوت العمارة حيث بدأت الرحلة· والواقع أنه يجب عليّ أن أكتب عن الكثير من الأشياء المهمة التي رأيتها على سواحل دجلة وخاصة عن طلاب الكتاب المقدس في مكان يدعى عزير وهو موقع من المفروض أن تكون موجودة فيه بقايا أحد الأنبياء، وهنا ترى قطعاناً من الغنم هنا وهناك ترعاها راعيات غنم لسن سوى فتيات صغيرات·
 
عندما وصلنا إلى العمارة أصبحنا على اتصال لأول مرة مع الموظفين الأتراك، وذلك بسبب أن كل شيء يجب أن يمر على مبنى الجمارك حيث يلزم علينا إحالة كتبنا إلى المدققين في الجمارك· وكانت النتيجة أن تسعة من الكتب المقدسة تم احتجازها في الجمارك·
 
لقد كان اعتراض الموظف واضحاً وهو أنه إذا أردنا الحصول على الكتب فيجب علينا دفع بقشيش من النقود· ولكنني أملاً في أن هذه الكتب ستقرأ إما من الموظف التركي نفسه أو من قبل أصدقائه، سمحت له بالاحتفاظ بها ولم أعطه أي بقشيش!
 
وبعد ذلك ذهبنا إلى نزل صغير يستطيع استيعابنا في هذه الفترة· غير أن الصناديق القليلة المملوءة بأغراضنا وثيابنا وكتبنا لم تصل إلا بعد بدء الزوار في زيارتنا والحديث معنا·
 
قيل وقتها أن أجنبياً قد وصل إلى المدينة، ولذلك فإن الناس تريد أن تعرف عن أسباب مجيئة وأهدافه· لذلك قام موزع الكتب عندنا ميشا بفتح صندوق الكتب وإطلاع الناس على الإنجيل والكراريس المسيحية·
 
وتدريجياً فإن الناس أصبحوا أكثر جراءة، بعدما كان العرب في الماضي يخشون من الأوروبيين، خاصة بعد أن صار المتعلمون منهم يستطيعون القراءة والإطلاع·
 
ولعـل هذا ما فتح طريق الاعتراضات علينا· وخلال بضع ساعات جلس الكثير من العرب في الأرض العارية بينما جلست أنا فوق الصندوق·

Pages