ذكرياتنا هل تموت؟ ربما نفقد بعضها وربما يخفت البعض الآخر منها لكن الجزء الحبيب والعميق في النفس يظل الصدى يهز شغاف القلب بين الحين والحين··
You are here
قراءة كتاب شخصيات وذكريات - المجموعة الثانية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية

شخصيات وذكريات - المجموعة الثانية
الصفحة رقم: 7
حسن الناظمي
الفنان الذي ضيعه الحصار علينا!
في احتفال غرفة المسرح الشعبي الذي أقيم في منتدى المسرح 8/11/1997.· ذكر الأستاذ جعفر السعدي في سياق كلمته عن تاريخ الفرقة المدون في أرشيف نظمه المرحوم - حسن الناظمي، صعقت! لكلمة مرحوم فلم أكن أدري حتى تلك الساعة أن الرائد الفنان حسن الناظمي قد مات!
سكت وأنا أتجرع مرارة الخبر حتى انتهاء الاحتفال·· متى فارق حسن الناظمي الحياة؟
حين أخبروني تذكرت أنني كنت خارج القطر فلم أسمع بالنبأ·· لكن الحدث هذا والنسبة لفنان يحتل مكانة عالية في نفوس زملائه وطلابه·· يذهب بلا أثر ولا ذكرى؟ آلمني الأمر·· وعلمت أن الفنان الراحل قد فارق الحياة قبل عام ونصف وهو يحمل في قرارة نفسه وأعماقها قسوة الدنيا ومتاعبها ليرحل بصمت الأبرياء الأنقياء الطيبين·
حسن الناظمي كان طالباً معنا في معهد الفنون الجميلة قسم المسرح منذ بداية الخمسينات وكن وديعاً رقيقاً كقطة شامية هكذا كنا نسميه·· وكان منظماً ونظيفاً ودقيقاً في تعامله الفني والحياتي فقد نقل سلوك عمله الوظيفي في أكثر من محكمة إلى سلوك التلمذة خلال الدراسة في المعهد كان صديقاً للجميع يتعاونمعهم ويقف على المسرح الصغير يمثل مشهداً·· ثم يعود ليسأل زملاءه عما أداه؟ زين لو مو زين·
وأنهى حسن دراسته ليسافر إلى أمريكا يدرس المسرح·· ويعود بين معهد الفنون وأكاديمية الفنون ومتابعات في المحاكم· خبيراً·· كانت أيامه تنقضي بهدوء ووداعة وبنعومة متناهية·
قبل أيام·· وبمناسبة الاحتفالية علمت برحيل·· حسن الناظمي·· الفنان الوديع الطيب والرائد الذي ظل بعيداً عن الأضواء إلا عند الضرورة وحين يحتاج إليه زملاؤه وطلابه·· كان حسن واحداً ممن بنوا الثقة وزرعوها في قلوب من عرفوه وكان بعيداً عن رغبات التسلق على سلالم ملتوية لا تفضي إلا إلى السقوط·
كلمة متأخرةأسجلها بحق واحد ممن وضعوا لبنة في أساس مسرحنا العراقي يوم كان ذاك المسرح نضالاً وبسالة وجهداً ساخناً·· كسخونة الأيام التي فارق فيها حسن الناظمي الحياة ليقول للجميع وداعاً···!
25/12/1997