كتاب "أعظم شخصيات في التاريخ"، ربما يكون من الصعب وضع مقدمة وافية شافية لمثل هذا الكتاب الذي يجمع بين دفتيه سيرا مختصرة لعشرات من أبناء البشرية الذين أثروا الحياة الإنسانية وأفادوها على مر القرون بما مكنها من تحسين حياتها ويسر لها عمارة الأرض كهدف من أهداف
You are here
قراءة كتاب أعظم شخصيات في التاريخ
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 3
وكان البدو من سكان شبه الجزيرة مشهورين بشراستهم في القتال، وكانوا ممزقين أيضا، رغم أنهم قليلو العدد، ولم تكن لهم قوة أو سطوة العرب في الشمال الذين عاشوا على الأرض المزروعة.
ولكن الرسول استطاع لأول مرة في التاريخ أن يوحد بينهم وأن يملأهم بالإيمان وأن يهديهم جميعا بالدعوة إلى الإله واحد. ولذلك استطاعت جيوش المسلمين الصغيرة المؤمنة أن تقوم بأعظم غزوات عرفتها البشرية (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله) فاتسعت الأرض تحت أقدام المسلمين من شمالي شبه الجزيرة العربية وشملت الإمبراطورية الفارسية على عهد الساسانيين وإلى الشمال الغربي واكتسحت بيزنطة والإمبراطورية الرومانية الشرقية. وكان العرب أقل بكثير جدا من كل هذه الدول التي غزوها وانتصروا عليها.
وفي سنة 642 ميلادية انتزع العرب مصر من الإمبراطورية البيزنطية، كما أن العرب سحقوا القوات الفارسية في موقعة القادسية في سنة 637 وفي موقعة نينوى 642.
وهذه الانتصارات الساحقة في عهد الخليفتين أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما لم تكن نهاية الزحف العربي والمد الإسلامي في العالم. ففي سنة 711 ميلادية اكتسحت القوات الإسلامية شمال أفريقيا حتى المحيط الأطلسي، ثم اتجهت القوات الإسلامية بعد ذلك إلى مضيق جبل طارق وعبرت إلى أسبانيا، وساد أوروبا كلها شعور في ذلك الوقت بأن القوات الإسلامية تستطيع أن تستولي على العالم المسيحي كله.
لقد استطاع هؤلاء البدو المؤمنون بالله وكتابه ورسوله أن يقيموا إمبراطورية واسعة ممتدة من حدود الهند حتى المحيط الأطلسي، وهي أعظم إمبراطورية أقيمت في التاريخ حتى اليوم، وفي كل مرة تكتسح هذه القوات بلدا فإنها تنشر الإسلام بين الناس.
ولم يستقر العرب على هذه الأرض التي غزوها، إذ سرعان ما انفصلت عنها بلاد فارس، وإن كانت ظلت على إسلامها. وبعد سبعة قرون من الحكم العربي لأسبانيا والمعارك المستمرة تقدمت نحوها الجيوش المسيحية فاستولت عليها وانهزم المسلمون ولكن الإسلام بقي فيها إلى اليوم. أما مصر والعراق مهدا أقدم الحضارات الإنسانية فقد انفصلتا ولكن بقيتا على دين الإسلام وكذلك كل شمال أفريقيا.
وظل الإسلام يتسع على مدى القرون التالية، فهناك مئات الملايين في وسط أفريقيا وباكستان وإندونيسيا.
بل إن الإسلام قد وحد بين إندونيسيا المتفرقة الجزر والديانات واللهجات، وفي شبه القارة الهندية انتشر الإسلام بشكل واسع رغم وجود عدد من الديانات الأخرى.
لقد كان للرسول الله محمد ﷺ دوره العظيم في نشر الإسلام وتدعيمه وإرساء قواعد الشريعة الإسلامية في الأرض وبين الناس.
كما كان المسؤول الأول والأوحد عن إرساء قواعد السلوك الاجتماعي والأخلاقي وأصول المعاملات بين الناس في حياتهم الدينية والدنيوية، كما أن القرآن قد نزل عليه وحده، وفي القرآن الكريم وجد المسلمون كل ما يحتاجون إليه في دنياهم وآخرتهم.