كتاب "أعظم شخصيات في التاريخ"، ربما يكون من الصعب وضع مقدمة وافية شافية لمثل هذا الكتاب الذي يجمع بين دفتيه سيرا مختصرة لعشرات من أبناء البشرية الذين أثروا الحياة الإنسانية وأفادوها على مر القرون بما مكنها من تحسين حياتها ويسر لها عمارة الأرض كهدف من أهداف
You are here
قراءة كتاب أعظم شخصيات في التاريخ
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 6
أما نهضة العلوم في أوروبا فترجع في الحقيقة إلى أن هناك شيئا ما في الحضارة الأوروبية والتراث الفكري يناسب لأسلوب العلمي في التفكير، وهذا الشيء ليس من تعاليم السيد المسيح، وإنما هو التفكير العقلي الإغريقي ممثلا في مؤلفات الفيلسوف أرسطو وهندسة إقليدس. ولم ينتعش العلم في أوروبا في عصر المد المسيحي ولكن في عصر النهضة، تلك الفترة التي عاودت فيها أوروبا تقديم كل ما سبق الديانة المسيحية من تراث إنساني.
أما قصة حياة السيد المسيح فهي معروفة كما وردت في العهد الجديد، وإن كانت تجدر الإشارة إلى جوانب منها، وأكثر المعلومات عن حياة السيد المسيح ليست مؤكدة.
ومما هو معروف أن الأناجيل يناقض بعضها بعضا، مثلا نجد أن إنجيل «متى» وإنجيل «لوقا» يتناقضان في إيراد الكلمات الأخيرة للسيد المسيح، وإن كانت هذه الكلمات مأخوذة حرفيا من التوراة - أي العهد القديم.
وليس من قبيل الصدفة أن يكون للسيد المسيح كلمات مقتبسة من التوراة، فمؤسس المسيحية يهودي ويهودي مخلص، وقد أشير كثيرا إلى أن السيد المسيح كان يشبه من وجوه كثيرة أنبياء اليهود الذين جاؤوا في التوراة، كما أنه كان قد تأثر بهم أعمق الأثر، ويسوع كالأنبياء كلهم كان عميق الأثر في الناس حوله، وكان في غاية الشجاعة بكل معاني وأعماق هذه الكلمة.
وهو على خلاف محمد ﷺ لم يمارس السياسة ولا السلطة الدينية، فلم يكن ليسوع أي دور سياسي في حياته. ولا كان للمسيحية أثر سياسي والحقيقة أن هذه المبادئ لم تلق رواجا واسعا بين الناس، ولا حتى هي مقبولة عند الناس، فأكثر المسيحيين يرون أن الدعوة لأن «نحب أعدائنا» إسراف في المثالية لا يمكن تطبيقه إلا في عالم خيالي، ونحن عادة لا نطبق هذا المبدأ، ولا نتوقع من الآخرين أن يفعلوا ذلك، ولا حتى ننصح أطفالنا بأن يمشوا على هداه، وكذلك معظم تعاليم السيد المسيح ظلت محيرة، كما أنها نصائح لم يحاول تطبيقها كثيرون!