الكتاب الشعري "نهر الموسيقى"، للشاعر الليبي عاشور الطويبي، نقرأ من أجوائه:
كأن الفلك براري
وأنت مليكها
(إلى كامل المقهور)
منذ شهرين متواليين تمر
أمام بائعي السمك
هم لا يحيونك
هم لا يحيون أحد
قراءة كتاب نهر الموسيقى
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
نهر الموسيقى
الريح
خازنة أسرار
لاحقت طيور السنونو
على أسوارها
حملت وجوه الملثمين
معها وراء الكثبان الصامتة
ما كان لهم أن يقولوا
الرمل الظمآن يعرف
العشب الضامر يعرف
المطر الغائب يعرف
السراب المخادع يعرف
السماء تعرف
على خشب بني صنعه سيفوناي
البربري وضع ظهره بهدوء القديسين, أغمض عينيه المتعبتين تقاطعت ذراعاه على رأسه المثقل بالهموم ضربته الريح القادمة من الأبيض المتوسط من كل جانب لم تقس عليه الريح, بألف ذراع هوائي سحبت بلل الأبيض المتوسط من كمه, هزت بها أركان المسرح العتيق, تقاطر الفرنجة من كل صوب أعين كثيرة وراء كاميرات ألمانية ويابانية
فتح عينيه, أجنحة السنونو تحلق بطفولته الهاربة منذ أن غادرت الأقدام حواف كثبان الرمال القاحلة, منذ أن صفقت فرحة طيور البر بأجنحتها فوق قوارب الصيادين والتجار القادمة من خط الأفق الأزرق, منذ أن تغير ما يوضع من أطعمة, منذ أن رأى السائرون في كهوف الماضي ضوءا في آخر النفق: كان لا بد للكلام أن يتغير للسان أن يعبث بالعالم, للستر أن تمزق, للحجب أن تنتهك, لكن السائرين قذفت بهم الريح العاتية الغضوب إلى زوايا مظلمة, رطبة. كان الوقت قد مات وخسر تابوته المذهب.
حين رفع رأسه عاليا لم ير سوى الخراب الكبير, وساقية القوم تصب في منبعها, كان المنبع قد غطته شجرة, لا تطرح إلا حميما.حاصرته كلمات هرمة, متعبة, نخر عظامها زفير صحارى شاسعة, حين شق صدره برغباته البسيطة, لم يحتمل قلبه وخز أشواك الكلمات
قال الراحلون العمي:
من خسر وقته خسر تابوته المذهب