المجموعة القصصية "أنثى فوق الغيم"، المجموعة تضم خمسا وعشرين قصة، نقرأ من أجوائها:
دجاجة شهية كان يراها، ريشها كان يزعجه، يعريها دوما منه، ينتفه غير مبالٍ بألمها وانكشاف سوأتها.
You are here
قراءة كتاب أنثى فوق الغيم
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

أنثى فوق الغيم
بكارة قلم
نفضتْ عنه سُحباً من رماد الذكريات، وأكواماً من تلال الحيرة والتردد، شحذتْ نصله، وصقلتْ روحه، ثم سقتْه من محبرةِ الذكرى، وخطّتْ به بضعَ دمعاتٍ لثمتْ خدّ وريقات بيضاء صافية، لا تعلمُ من الدنيا شيئاً، ولا تملكُ من قرار أمرها ذرة قطمير؛ فهي مجبرةٌ أن تحتضن كل عابر يمرّ بها، أسودَ كان أم أحمر، فاقها نسباً أم فاقته، عليها أن تستسلمَ له، أن تُقبِّل موطئ قدمه، تتشرّبه، وتنجبَ منه أبناء، شرعيين وغير شرعيين، حَمَلتهم، ثم هم يحملونها إلى عليين، أو إلى أسفل السافلين.
أرادتْها روايةً طويلةً، لكن شخوصها تنافرتْ، وتبعثرت، واختلفت، ثم انقسمت، ولم تتفق أبداً؛ كلهم يريد عرش البطولة، ويطمع في الشهرة والنجومية. تعالت أصواتهم، وتشابكت أياديهم، وقرر بعضهم الانسحاب، غادروا تلك القصاصات، وركلها أحدهم بقدمه، وهنا ما كان منها إلا أن ضحّت بتلك الرواية الحلم، وقسمتها قصصاً قصيرة، لكل منهم عرشه ومملكته وعالمه الخاص. وارتسمت ابتسامة الرضى، وتوجهوا ليأخذوا مقاعدهم ويتسلموا مناصبهم ويبدؤوا حكمهم..