التجربة النيابية للحركة الإسلامية في الأردن للباحث بكر محمد البدور هي الأولى من نوعها في محاولة رصد هذه التجربة وإظهار معالمها وخصائصها، وربطها بفكر الحركة الإسلامية واستراتيجيتها وطريقة عملها.
You are here
قراءة كتاب التجربة النيابية للحركة الإسلامية في الأردن
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

التجربة النيابية للحركة الإسلامية في الأردن
جدلية المشاركة والمقاطعة
هناك ثلاثة آراء في مسألة المشاركة في البرلمان(12)
الرأي الأول: يقول بالتحريم ويحتج أصحاب هذا الرأي بأن مشاركة الإسلاميين في هذا المجال, في ظل أوضاع سياسية قائمة على أسس غير شرعية ,وفي هذا مخالفة شرعية وهي إقرار المخطئ على خطئه.
الرأي الثاني: يتحفظ أصحابه على المشاركة إلاّ للضرورة المتمثلة في تبليغ الدعوة إذا تعذر غيرها من الوسائل.
الرأي الثالث: يقول بجواز المشاركة وعلى رأس هذا الطريق الإمام حسن البنا رحمه الله تعالى (13).
وأصحاب هذا الرأي يرون جواز المشاركة بصورة مطلقة، فلا تتحقق أي فائدة للحركة أو المجتمع من مقاطعتها بل يمكن من خلالها تحقيق بعض المكاسب للحركة الإسلامية والمجتمع.
على أنّ الجدلية التي تثور داخل صفوف الحركة في الأردن في مسألة المقاطعة والمشاركة لا تتوقف عند قضية الحل والحرمة بل يدور النقاش حول أهمية المشاركة وما يمكن أن تحققه وأهمية المقاطعة وما يمكن أن تحققه وكذلك حول حجم هذه المشاركة والغرض المرجو منها(14).
يرى فريق أن على الحركة أن تشارك مشاركة واسعة, بحيث يصبح لها كتلة كبيرة مؤثرة في البرلمان, ويرى فريق آخر أنّ على الحركة أن تشارك بعدد قليل, حيث يقوم هؤلاء بعرض رأيها في مختلف القضايا أداءً لرسالة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتشير بعض الدراسات إلى أنّ هذه الجدلية كانت سبباً لاستقالة المرحوم عبد اللطيف أبو قورة من الجماعة (15).
وعند دراسة مسيرة الحركة في هذا المجال يلاحظ أنّ الحركة كانت تشارك مشاركة رمزية في الانتخابات البرلمانية بشخص أو اثنين أو ثلاثة أو أربعة لتوصيل صوت الجماعة من خلال البرلمان ثم وسعت الحركة الإسلامية هذه المشاركة بعد استئناف الحياة النيابية عام 1989م وقاطعت الانتخابات عام 1997م واستقر في فكر الجماعة أنّ قرار المشاركة أو المقاطعة ليس قراراً ثابتاً أو سلوكاً حتمياً ولكن الجماعة تنظر به في وقته حسب الظروف السائدة في المجتمع والحركة.
الانتخابات وأهميتها(16):
الانتخابات آلية عملية يتم اختيار الأشخاص الذين يناط بهم اتخاذ القرارات والسياسات العامة في الدولة من خلال ملاحظة هذه الآلية:
خصائص الانتخابات:
أولا: تعتبر الانتخابات, الأبرز لإضفاء الشرعية على أنظمة الحكم المختلفة.
ثانيا: تعتبر الانتخابات أفضل وسيلة مباشرة لتمثيل الأفراد.
ثالثا: وسيلة فعالة لتوسيع إطار المشاركة السياسية.
رابعا: إعطاء المواطن الفرصة في الإفصاح عن رغبته في اختيار صانعي القرار.
مبررات الحركة الإسلامية في الأردن للاهتمام بالعمل البرلماني(17):
أولا: يطور العمل البرلماني نظام الحكم باتجاه توسيع مشاركة الأمة في السلطات ويمارس هذا العمل في أجواء من الحريّة.
ثانيا: إسناد العمل النيابي إلى القاعدة الجماهيرية الشعبية التي تمده بالقوة المعنوية.
ثالثا: تتيح الانتخابات البرلمانية للحركة معرفة اتجاهات الرأي العام ومزاج المجتمع.
رابعا: يشكل العمل البرلماني المدخل الرئيس للإصلاحات التشريعية والدستورية.
خامسا: يعد البرلمان المنبر المناسب لتغيير القوانين والتشريعات لتصبح منسجمة مع الشريعة الإسلامية.
سادسا: تعتبر المشاركة في العمل النيابي وسيلة لإعداد القادة السياسيين المؤثرين.
سابعا: يساعد العمل البرلماني على تحول المشروع الإسلامي من التنظير والعمومية إلى التطبيق وتحوله من الأيديولوجية إلى البرامجية.
ثامنا: يعتبر البرلمان مجالاً خصباً للانفتاح على الآخر من شخصيات وأحزاب وقوى سياسية ومحاورته والتحالف معه.
تاسعا: يسهم العمل البرلماني في تطوير الأداء السياسي الإسلامي والوطني ويكسبه المزيد من الانفتاح والمناورة والتنافس في إطار منطقي معقول.
عاشرا: يتيح العمل البرلماني فرصة مراقبة الحكومة ومحاسبتها ويحدد سلطاتها.