هذه الرواية، تروي مسيرة فردة الحذاء تلك طوال فترة ثمانين عاماً، على أمل أن أتمكن من رواية مسيرة فردة الحذاء الثانية في رواية لاحقة.
You are here
قراءة كتاب أستيك الحاج فياض
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
فقلت له: جدي إنني أدعوك ومايا إلى الغداء وغداً في نفس المطعم لو شئتما ذلك. أنتظركما غداً الساعة الواحدة في المطعم وإن لم تتمكنا من المجيء سنتواصل لاحقاً ففرح كثيراً لذلك ورحل ونظرت إلى خطواته المسرعة وكأنه شاب عشريني. فقلت في نفسي إنّ الأتراك يشبهوننا كثيراً نحن العرب. طبعاً بالسحنة والشكل ولكن ليس بهكذا مواقف فنحن العرب في مثل هذه الحالة يقتل الجدُّ حفيدته بيديه إن علم بعلاقة غرامية لها مع شاب آخر فكيف أنْ يكون هو المرسال بينها وبين هذا الشاب الآخر. «عيش كثير بتشوف كثير» وضحكت بيني وبين نفسي.
في اليوم التالي وعند الواحدة تماما أتت مايا ولم يأت جدها اقتربت وحيت وأعطتني قبلة على خدي قائلة هذه القبلة من جدي لك وهو يعتذر عن المجيء فقلت لها وصلت القبلة وقُبل الاعتذار، وضحكنا ودخلنا إلى المطعم ونزعنا معطفينا وجلسنا إلى الطاولة للغداء. حدقت بمايا جيداً فوجدت الشحوب في عينيها ووجنتيها وخديها.
فقلت لها ممازحاً ماذا جرى؟ ما الخطب؟.
فابتسمت ابتسامة خفيفة محاولة إخفاء حزنها الذي باحت به عيناها وقالت مرتبكة. اسمع يا «سوليم» هكذا أحب أن أناديك إذا سمحت لي بذلك.
فقلت لها تفضلي بذلك إنْ أحببتِ إنّه اسم جميل ولا مانع لدي. أعادت مجدداً القول اسمع يا سوليم أنا لست فتاة مراهقة، وأنا أعرف بأنني أكبر منك بعدة سنوات، وأنا عندما ذهبت معك إلى غرفتك كنت أرغب مثلك بإقامة علاقة إن لم أكن أكثر منك رغبة. ولكني عندما وصلت إلى الجِدّ ضعفت ولم أعد أستطيع السيطرة على أعصابي ببساطة ففشلت في الامتحان.
فقلت لها :
ـ لا تقولي لي بأنّك لم تمارسي الحب في حياتك قبل الآن.
ـ أبداً.
ـ لا تقولي إنك ما زلت عذراء.
ـ أبداً.
ـ حقاً إنّها أحجية.
ـ أبداً.
ـ إذاً هاتها من أولها.
ـ لا استطيع هنا، عندما نكون بمفردنا.
ـ وأنا لا استطيع أن اذهب معك مجدداً إلى الغرفة.
ـ بلى تستطيع.
ـ هل هو فعل اغتصاب ؟
ـ نعم إنّه فعل اغتصاب عبرك لذاتي. أريد أن أتخلّص من عقدتي بأن أرويها لأحد ما. وبعدها تستطيع أنْ تتصرف بما تشاء.
ـ وهل أنا طبيب نفساني ؟
ـ لا، أنت إنساني.
ـ قبلت، على أنْ نذهب إلى الغرفة للحديث فقط.
ـ وأنا قبلت.