كتاب " أساليب تدريس اللغة العربية " ، تأليف د. أحمد إبراهيم صومان ، والذي صدر عن دار زهران عام 2012 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
You are here
قراءة كتاب أساليب تدريس اللغة العربية - د. أحمد إبراهيم صومان
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

أساليب تدريس اللغة العربية - د. أحمد إبراهيم صومان
تعريف د. سمير ستيتية، ويقول فيه:
هي – يعني اللغة – "مجموعات من الأنساق الصوتية التي تشكل كلمات تقوم بينها علاقات تركيبية تسهّل عملية الاتصال والتفاهم".
تعريف د. محمد علي الخولي:
"هي نظام اعتباطي لرموز صوتية تستخدم لتبادل الأفكار والمشاعر بين أعضاء جماعة لغوية متجانسة".
والجديد في هذا التعريف قوله: "نظام اعتباطي"، وقد فسّره بقوله: ... وفي اللغة العربية – على سبيل المثال- الفاعل مرفوع. ولكن لا يوجد سبب يجعل الفاعل مرفوعاً على وجه التحديد. كان يمكن أن يكون الفاعل منصوباً لو اتفق أهل اللغة على نصبه. إذن اللغة اتفاقية، وهذا هو المقصود باعتباطية النظام اللغوي".
وقد أورد الدكتور عبد الرحمن أيوب في كتابه – اللغة والتطور – تعريفات عدة:
تعريف أنيس فريحة:
"اللغة ظاهرة سيكولوجية ثقافية مكتسبة، لا صفة بيولوجية، ملازمة للفرد، تتألف من مجموعة رموز صوتية لغوية اكتسبت عن طريق اختبار معاني مقررة في الذهن، وبهذا النظام الرمزي الصوتي تستطيع جماعة أن تتفاهم وتتفاعل ..".
ويلاحظ في هذا التعريف أن اللغة تخضع لأبحاث علم النفس وهو ما يسمى بعلم النفس اللغوي، وهي "مكتسبة" ويفسرها في الحاشية بقوله: "إذا فصل طفل عن المجتمع فإنه لن يتكلم بل ينطق بأصوات غير لغوية كالحيوانات".
تعريف د. حامد عبد القادر:
"هي العمل الفكري المتكرر دائماً لإبراز الفكر الإنساني في أصوات منظمة أو أصوات مختلفة".
الفكر هو إنزال الحكم على الواقع، بمعنى أن التصرفات التي يقوم بها الإنسان، والنتائج التي يصل إليها هي عمليات لا دخل للغة فيها، ويحتاج إلى اللغة عند إرادة التعبير عن هذه التصرفات أو تلك النتائج. وثمة أمر آخر وهو أن اللغة المنطوقة يكون النطق بها آلياً تماماً كما يفعل سائق السيارة عند قيادته لها بشكل آلي، وقد تنبه إلى ذلك الباحثون في تعليم اللغات، وتفننوا في إيجاد طرائق وأساليب لتعليم اللغة ليكتسبها المتعلم بشكل آلي ميكانيكي.
هذه أبرز التعريفات التي وضعها بعض الباحثين العرب القدامى والمحدثين، ولم أشأ ذكر المزيد خشية الإطالة أولاً ولكثرة التكرار ثانياً. أما علماء اللغة الغربيون فقد كانت لهم في هذا المجال أبحاث أضافية، ولذلك سنجد تعريفات كثيرة لديهم، وفي هذه السطور محاولة للإشارة إلى أبرزها مع بيان ما تضمنته من أفكار ذات بال.
تعريف إدوارد سابير Edward Sapir
"هي طريقة أو وسيلة إنسانية خالصة وغير غريزية إطلاقاً لتوصيل الأفكار والانفعالات والرغبات بوساطة نظام معين من الرموز اختاره أفراد مجتمع ما واتفقوا عليه".
إن المدقق في هذا التعريف ليلحظ مدى اشتماله على العناصر الرئيسة التي وردت في تعريفات الباحثين العرب من حيث:
- النظام الذي يخضع لقوانين وقواعد محددة.
- العرفية (الاصطلاح) الذي تواضع عليه أهل اللغة.
- الأصوات (الرموز) التي تتآلف معاً لتكون كلمات وجملاً وتراكيب.
- اجتماعية اللغة (أفراد مجتمع ما)، إذ يتحدث بها أفراد مجتمع متجانس لغوياً.
- الاتصال (توصيل الأفكار ...)، وهو التعبير والتفاهيم اللذان يعدان من أهم وظائف اللغة.
وشبيه بتعريف سابير السابق التعريفان التاليان:
تعريف هنري سويت Henry Sweet
"إن اللغة هي التعبير عن الأفكار بواسطة الأصوات الكلامية المؤتلفة في كلمات".
تعريف بلوش Bloch وتراجير Trager :
"نظام من الرموز الصوتية الاختيارية يتعاون بوساطتها أفراد المجتمع".
تعريف دي سوسير De Saussure :
"هي تنظيم من الإشارات المفارقة" أو "نظام من الإشارات المتميزة يرتبط بأفكار متميزة".
من الملاحظ أن في هذا التعريف جدة لم نعهدها في التعريفات السابقة، كما يلاحظ فيه الغموض الذي يحتاج توضيحاً، على النحو الآتي:
1- كلمة "تنظيم" تعني مجموعة القضايا التي تحدّد، ضمن اللغة، استعمال الأصوات والصيغ والتراكيب وأساليب التعبير النحوية والمعجمية.
2- كلمة "الإشارة" التي هي مفرد الإشارات، هي الوحدة اللغوية التي تتكون باتحاد الدال (الرمز) والمدلول (المشار إليه). ونراه يوضح المصطلحين السابقين: الدال هو الإدراك النفساني للكلمة الصوتية، والمدلول هو الفكرة أو مجموعة الأفكار التي تقترن بالدال.
3- "المفارقة" في التحليل اللغوي تعني إمكانية الحصول على وحدة لغوية، من خلال السياق الكلامي، بواسطة لحظ العلاقة القائمة بين عنصرين من التنظيم نفسه، ويتميز العنصر من خلال تعارضه مع بقية العناصر.
ليس هذا هو التعريف الوحيد الذي عرضه دي سوسير للغة، فنجد أن لديه تعريفاً آخر هذا نصه "اللغة نتاج اجتماعي لملكة اللسان ومجموعة من التقاليد الضرورية التي تبناها مجتمع ما ليساعد أفراده على ممارسة هذه الملكة" ونرى هذا التعريف يقترب إلى حد كبير من التعريفات السابقة كالنظام والاجتماعية والاصطلاحية والاتصال... ولكنه يضيف شيئاً آخر وهو "ملكة اللسان"، وهذا يذكرنا بقول ابن خلدون "ملكة لسانية"، ونراه يفسر الكلمتين كلاً على حدة، فاللسان يشتمل على جوانب عدة: الفيزيائي (الطبيعي)، والفسيولوجي (الوظيفي)، السيكولولجي (النفسي). أما الملكة -عنده- فهي "قيام الأعضاء المختلفة بوظائفها يكمن وراءه ملكة عامة تتحكم بالإشارات، وهي الملكة اللغوية الحقيقية".