You are here

قراءة كتاب بيئات الأهوار العراقية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
بيئات الأهوار العراقية

بيئات الأهوار العراقية

يتناول هذا الكتاب في فصوله المتعددة جوانب مهمة من بيئة الأهوار الجنوبية والوسطى شاملا المناخ والجغرافية وأنواع الترب ومكوناتها ومصادر، ونوعية المياه والتنوع الوظيفي كالإنتاجية الأولية للنباتات المائية والهائمات والشبكات الغذائية ومستويات التغذية ولمحات عن ا

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
دار النشر: منشورات ضفاف
الصفحة رقم: 8

معنى كلمة الأهوار

قال ابن دريد في معنى الهْوَر: "البحيرة تغيض بها مياه غياض وآجام (بردي وقصب) فتتسع ويكثر ماؤها (جمهرة اللغة)، وعرفه ابن منظور: الهور "ماء لا يرى طرفاه من سعته، وهو مغيض دجلة والفرات (لسان العرب). في المصدرين المهمين السابقين مايفيد بأن كلمة الهور تشير إلى كيان جغرافي محدد وهو متكون أساسا من المياه والنباتات.
وعلى صعيد الإرث للحضارة السومرية هناك تركة في لهجة أهل المنطقة، أبرزها كلمة (ايشان) تعني المرتفع المحاط بالماء، فقد عرف السومريون الأهوار باسم "الأكامي"، أي الأجمة حيث ينمو نبات القصب والبردي.
وردت مفردة أجمة القصب في ملحمة الخليقه "عندما لم تكن بعدُ مراع خضر، عندما لم تكن بعدُ أجمات القصب". أصبحت الأجمة، فيما بعد، تسمية من التسميات العربية للأهوار. وفي هذا الصدد من بقايا السومرية بالمنطقة أيضاً تردد اسم السيمر أو الصيمر في أكثر من مصدر تاريخي، كاسم لقوارب معينة، واسم لنقود، واسم لشريحة كبيرة من الناس يقطنون شمال البصرة، ولقب لقادة كلفتهم الدولة العباسية والسلطة البويهية في مطاردة المتمردين. التفت حسك (1979) إلى كلمتي الصيمر وسوامر، قال: "إنها قبائل أهوار الفرات وضمن هور الحمّار، يطلق عليهم اسم السيامر المشتقة من اسم السومريين، كما أن تسمية القوارب أو السفن المعروفة بالسيمريات التي كثيراً ما ذكرها الطبري في تفاصيل أحداث ثورة الزنج وهي القوارب الخاصة بالأهوار ومحرفة من السومريات، مثلما حرف العراقيون اسم القوارب المعروفة بالبرمات إلى بلمات.

الفصل الثاني

غرافية الأهوار

مساحة الأهوار التقربية

تبلغ مساحة العراق الكلية أكثر من 438 ألف كيلومتر مربع وإنها مقسمة بين أربعة مناطق رئيسة وهي المنطقة الجبلية وتشغل 6% من المساحة ومنطقة السهول المتموجة وتمثل 21% ومنطقة الهضبة الغربية وتشغل 49% وأخيرا منطقة السهول المنبسطة وتكون حوالى 24% من مساحة البلاد. وان إقليم الأهوار هو جزء من المنطقة الأخيرة ومساحته تشكل حوالى 5 - 7% من المساحة الكلية للعراق.
تبلغ مساحة المياه الداخلية العراقية 1263 مليون هكتار. تشكل الأنهار 184,5 ألف هكتار مربع وبنسبة 3,7% والبحيرات 373 ألف هكتار مربع وبنسبة 39% والخزانات 125,3 ألف هكتار مربع وبنسبة 13,3% والأهوار 580 ألف هكتار مربع وبنسبة 44%. كما ان هناك مساحات أخرى من الأهوار المؤقتة والتي لم تشمل بهذه النسبة والتي تتشكل نتيجة للفيضانات الموسمية والأمطار الفصلية.
تناولت عدد من الدراسات الجغرافية الأهوار منها خطاب (1967) والحديثي (1971) والخياط (1975) ولكنها لم تميز مابين الأهوار والمستنقعات بل انها اعتبرت ان كلا النوعين من الأراضي الرطبة موجود في جنوب العراق. ان المستنقعات (Swamps) نوع من الأراضي الرطبة موجود في المناطق المعتدلة الباردة والممطره وتتميز بوجود الأشجار والشجيرات بينما الأهوار (Marshes) في المناطق الحارة الجافة أو قليلة الأمطار وتتميز بوجود الحشائش اللينة البارزة.
تقع الأهوار العراقية الرئيسية ضمن إحداثيات 32.44- 29.55 شمالا و48.30 - 45.25 شرقا. اختلفت التقديرات في تحديد مساحة إقليم الأهوار من سنة لأخرى ومن فصل لآخر تبعا لمستويات مناسيب مياه الأنهار التي تعتمد على كميات الأمطار المتساقطة والثلوج في مناطق منابعها وفي أحواضها. ولما كانت كميات التساقط متباينة من سنة إلى أخرى فان كمياتها متفاوته من سنه إلى أخرى، وهذه إحدى الخصائص المناخية التي تتصف بها تلك المناطق.
يتركز تساقط الأمطار والثلوج في فصل الشتاء وأوائل لذا فان كميات المياه التي تجري في الأنهار تكون متباينة وبعضها يستمر ليغذي الأهوار بالمياه وهي متباينة أيضاً مما يؤدي إلى تباين المساحات التي تغطيها الأهوار.
يختلف تقدير مساحة الأهوار حسب الفترة الزمنية التي اجريت فيها، ويختلف تقدير مساحة الأهوار في السبعينات من قرن العشرين حيث وسائل الري والخزن على الأنهار محدودة جدا، عما هو عليه في الوقت الحاضر. إذ انجزت مجموعة من المشاريع اثرت على مناسيب مياه الأنهار، والتي بدورها حددت كميات المياه التي صرفت إلى الأهوار.
تراوحت التقديرات المتداولة حاليا بين 8000 كم2 وأكثر من 20000 كم2 وهناك عدة تقديرات تقع ما بين هذين الرقمين لعدد من الباحثين.

Pages