كتاب "استراتيجيات عاطفية، واختيار الشريك المناسب"، عنوان ملفت قد يتوقف المرء الذي يسقط عليه دواخله. فمن كانت نظرته إلى الحب تفاؤلية استظرفه واستطرفه، ومن كانت نظرته تشاؤمية استقبحه وظن فيه مضيعة للوقت وإفساداً للإنسان.
قراءة كتاب استراتيجيات عاطفية - كيف تختار الشريك المناسب؟
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

استراتيجيات عاطفية - كيف تختار الشريك المناسب؟
لتأكيد ذلك، قم بالتجربة التالية: ضع على ورقة جدولاً مقارناً بكل علاقاتك المميزة السابقة، مع تخصيص عامود لكل من الشركاء العاطفيين وتدوين أسمائهم على التوالي في أعلى كل عامود، مثلاً بيار، سامي، خالد، وأيضاً مونيك، رانية...
ثم، ومع إدراكك أنه يمكن أن تكون «النماذج» أيضاً إيجابية، ابدأ تحليلك مدوناً في السطر الأول كل الصفات المشتركة التي تجدها عند كل من شركائك.
في مرحلة تالية، انتقل مرة أخرى إلى الجوانب الإيجابية المشتركة في كل من علاقاتك، والتي جعلتك تستمر كل تلك الفترة في هذه العلاقات.
بعد ذلك، ولأن «النماذج» قد تكون، لسوء الحظ، سلبية، كن واعياً، وضع لائحة بالنقائص ونقاط الضعف التي كان يشترك بها كل شركائك السابقين، بعضهم تلو البعض الآخر.
توقف عن تفحص الجوانب السلبية المشتركة بين كل علاقاتك التي انتهت مع الزمن.
انتقل الآن إلى الارتباط. فإلى أي حدٍ كنت أنت نفسك قادراً على الاندماج؟ هل لاحظت أي تشابه في كل علاقاتك العاطفية؟
وبالنسبة لشركائك، إلى أي حد تمكنوا من مبادلتك الارتباط؟ هل ترى هنا أي تشابه بين الشركاء الذين عشت معهم علاقات عاطفية؟
وعندما بدأت هذه العلاقات بالتلاشي لتجعلك بالتالي بائساً، ما هي سمات شخصيتك التي جعلتك تصر، رغم ذلك، على الاستمرار في هذه العلاقات؟ أهو نقص في استقلاليتك، تعلقك بالآخر، عدم استقرارك العاطفي أو المادي، التعود، خوفك من أن تصبح وحيداً، إصرارك، عزمك على إنجاز ما هو ضروري لتغيير التيار السلبي بشكل يعيد العلاقة إلى الأيام الجميلة التي شهدتها البداية؟ هل هو إحساسك بالمسؤولية إزاء الارتباط الذي أقمته مع كل من شركائك؟ هل هو شعور بالذنب الذي كان يمنعك من قطع العلاقة؟ هل كان يحدوك الاعتقاد بأنك لا تستحق الأفضل؟ هل أنت شخص «يحب كثيراً»؟
هل كانت مدة علاقاتك متفاوتة أو متماثلة؟
من الذي بادر إلى قطع العلاقة في كل حالة؟ هل كنت دائماً أنت من يتخذ قرار القطع - أو دائماً شركاؤك؟
كم من الوقت أمضيت وحيداً بين كل علاقة وأخرى؟ هل كنت، كل مرة، تمضي بعض الوقت في «الحداد» على العلاقة السابقة؟ متى كنت تباشر، بعد كل انفصال، بإقامة علاقة جديدة؟
هل شركاؤك يوجهون إليك عبارات اللوم والعتاب؟ في حال نعم، ما هي؟
هل كان شركاؤك خونة، قساة، أنانيين؟
هل حاولت أن تغير كلاً منهم؟ أو أنك استطعت تقبلهم كما هم؟
هل حاول أي منهم تغييرك؟
هل كان نفس الشخص هو المسيطر في العلاقات السابقة؟ في حال نعم، هل كنت أنت أم شركاؤك؟
هل كانت هذه العلاقات ذات قيمة بالنسبة إليك أم على العكس؟
هل كانت ثمة أساليب غير مستحبة ولا بد منها، استخدمها كل من شركائك وأنت بالذات؟
استنتاجاً،
هل أتاح لك هذا التحليل التأكد، على بعض الصعد على الأقل، بأنك تميل إلى البحث عن نموذج لشريك وعن الارتباط مع تكرار نفس نمط العلاقة؟ بعبارة أخرى، هل لديك «نماذج عاطفية».
إذاً، من المهم منذ الآن، أن تحافظ على «نماذجك العاطفية» الإيجابية، سواء عند شركائك أو في العلاقات التي تتقاسمها وإياهم، لأن هذه النماذج ستشبع حاجة لديك وتسهم في جعلك سعيداً. وبالعكس، عليك أن تعير شديد الاهتمام لبقائك بعيداً عن كل شخص أو علاقة يذكرانك «بنماذجك السلبية» أي تلك النماذج التي جعلتك بائساً في الحب.