كتاب "استراتيجيات عاطفية، واختيار الشريك المناسب"، عنوان ملفت قد يتوقف المرء الذي يسقط عليه دواخله. فمن كانت نظرته إلى الحب تفاؤلية استظرفه واستطرفه، ومن كانت نظرته تشاؤمية استقبحه وظن فيه مضيعة للوقت وإفساداً للإنسان.
قراءة كتاب استراتيجيات عاطفية - كيف تختار الشريك المناسب؟
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

استراتيجيات عاطفية - كيف تختار الشريك المناسب؟
منذ متى انتهت آخر علاقاتك العاطفية؟ يومين، ثلاثة أسابيع، ستة أشهر، سنتين؟
هل أثّر عليك هذا الانفصال؟ جذرياً؟ إلى حد ما؟ قطعاً؟ وإذا عانيت، فإلى أي حدٍ تماثلت للشفاء؟ تماماً؟ جزئياً؟ مطلقاً؟
ربما تتمنى أن تعيش علاقة عاطفية جديدة. إنما هل تشعر، بأمانة وثقة، أنك مستعد، في هذه المرحلة من حياتك، لإقامة علاقة عاطفية تكون خلالها قادراً، في الوقت الراهن، على إعطاء أقصى طاقتك الكامنة - على كل المستويات - بغاية إنجاحها. أو إنك بالأحرى، في هذه العلاقة، «تتلقى» أكثر من كونك «تعطي»؟
هذا التحليل الذاتي سيتيح لك أن تتعرف أكثر على نفسك وأن تعي من أنت حقاً. كذلك سوف تساعدك هذه الصورة الذاتية على تكوين محصلة ما يمكنك أن تقدمه لشريكك العاطفي في هذه المرحلة من حياتك، وتحديد نمط العلاقة العاطفية التي تكون مستعداً لإقامتها حالياً، وأخيراً، وبكثير من الدقة، تصميم صورة الشريك المثالي الذي تتمنى أن تتقاسم معه حياتك العاطفية.
صورة الشريك المثالي
تناول ريشة وورقة وتخيل الشريك الذي تحلم به. ومساعدة لك على رسم صورته استعد، الواحدة تلو الأخرى، النقاط المذكورة سابقاً في جدول «الصورة الذاتية». خذ وقتك - ربما أسبوع أو أكثر، إذا اضطررت - لتتخيل صورة شريكك العتيد، وأضف إليها، يومياً، كل التفاصيل الجديدة التي تخطر ببالك. ومع بقائك واعياً لما لديك كي تمنحه لشريك العلاقة العاطفية، يمكن أن تكون لديك أيضاً توقعات سامية إزاء هذا الشريك العتيد - إنما دون مبالغة - إذ من المهم أن تعتني بارتباطك معه، في إطار علاقة ناجحة ومثمرة بكل المقاييس. تذكر إنه يجب أن «تكبر بالحب». وبدلاً من البحث عن «نسخة طبق الأصل» عنك، خذ بالاعتبار «التكاملية» عند أي شريك عاطفي.
وعندما تنتهي هذه التجربة، ضع قائمة بكل المؤهلات التي تنشدها عند شريكك المثالي، وحدد الفرق بين معاييرك الأمامية، أي كل النقاط التي لست مستعداً لإهمالها، هذا من جهة، وصفاتك التي تتمناها، أي العناصر التي ليست ضرورية جداً بالنسبة لك، لكنها قد تشكل ميزة إضافية إذا كان شريكك يمتلكها، من جهة أخرى. ابق دائماً مرناً في تعديل صورة شريكك المثالي مع مرور الوقت، وذلك تبعاً للحاجات الجديدة التي سوف تبرز أثناء مسارك الحياتي المستقر.
الآن، حدد نوع كلٍ من معاييرك الأساسية مستخدماً رمز القلب (!)، وكل من الصفات الممكن تمنيها بإشارة (+).
في نهاية الأمر، انتزع من قائمتك كل معاييرك الأساسية – ربما تبلغ 15، 20، 25، واختر منها، بحسب الأفضلية، خمسة إلى عشرة، كحدٍ أقصى، تعتبر في نظرك الأكثر أهمية. ولتكن دائماً هذه اللائحة، المتضمنة من 5 إلى 10معايير، في متناول يدك وكرر قراءتها كي تتذكرها باستمرار. عندئذٍ لا مجال للمساومة حول هذه المعايير النهائية.
وعندما تلتقي شريكاً جديداً، أفتح عينيك جيداً وتأكد أنه يتمتع بكل المعايير الرئيسة التي تتمنى أن تجدها عند الشريك قبل الارتباط معه في علاقة عاطفية. لا تصدق مقولة «الحب الأعمى» عندما تتقبل شريكاً لا يتمتع مثلاً سوى باثنين أو أربعة من معاييرك الرئيسة. فأية علاقة مع هذا الشريك ستكون حتماً متعثرة - كمن فقد ساقه - وستؤدي بك عاجلاً أم أجلاً إلى المعاناة، إلى الخيبة، وربما إلى نكد العيش.
أخيراً، تأكد أيضاً أن شريكك الجديد يتمنى نفس نمط العلاقة التي تتمناها - مهما كان النمط الذي اخترته – وأنه، فوق ذلك، يشاطرك مشاعرك، لأن ذلك يشكل أول معيارين من المعايير المنشودة لتكون سعيداً في الحب.