قراءة كتاب شعبة الزيتون

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
شعبة الزيتون

شعبة الزيتون

كتاب " شعبة الزيتون " ، تأليف أبو العباس برحايل ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2012 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 4

قالت إذن وهي تصيح في سذاجة مصطنعة.
ــــــ لا، كل الأسماء فيه عربية، لا يوجد اسم روسي واحد. وتصدى علاوة يشرح، ولسان حاله أن يبرهن لزهية أن مستواه الثقافي ليس صفراً.
ــــــ لا، هذا مجرد اقتباس، انظري يا زهية، يا ابنة العمة، دور المرأة في أصل المسرحية محدود للغاية، لكن إخواننا مططوا فيه، وأدخلوا عليه الرقص وضرب الدفوف وليّ البطون.. أنظري إلى كاتبة رئيس الدائرة كيف جعلوها شبه عارية، أنظري إلى مواقف الغنج التي تصطنعها للإيقاع بهذا الموظف الصغير أو الشاعر، لا أحد يدري.. هذه الشقشقة كلها دخيلة على المسرحية الأصلية، وأجبر غوغول على وصف ما لا يعرف عن حياة النساء المتعالمات. يقال إن غوغول مات أعزب، ولم يعرف امرأة في حياته.
وكان علاوة يشدد على كل لفظة ذات دلالة خاصة بلهجة وقحة خارقة للمألوف مثل " البطون" "شبه عارية.. الغنج.. أعزب".
ولم تتحملي المزيد يا علجية، فتلفتِّ إليه بصعوبة، وزفرت بصوت مبحوح كأنه ينطلق من كهف عميق فلا يكاد يسمع، لكنه كان حاسماً بفضل تلك النظرة المنكسرة التي يعرفها عنك علاوة دون سواه.
ــــــ علاوة!.. يكفي دروساً، دعنا نسمع..
والواقع أنك تقولين له إني أفهم كل شيء من ألغازك التي لم تعد ألغازاً، ألا تخجل قليلاً من نفسك؟.. في المظهر، كان علاوة يهابك بفضل فارق السن إلى هذه الساعة، فأنت تفوقينه بأكثر من سنتين، هذه نقطة ضعف أخرى لديك - لا يحتمل الرجال النساء الأكبر سناً منهم إلا من كان في مرتبة نبي.. نعم كانت تصرفاته في الخفاء تنضح بالخيانة لكنه في هذه الأمسية خرج عن طوره وها هو يجترئ أمامك ويلغز في حديثه بصورة استفزازية، بل ويغازل زهية عِياناً.. أنظري كيف اتخذ مجلساً متوارياً عنك حتى يضمن غفلتك عن الحركات المريبة والإشارات الفاسقة التي يأتي بها مع هذه الحية الرقطاء من وراء ظهرك في الحقيقة والواقع لا في التورية والمجاز.. الغريب أن هذه العجوز زهور المرتخية الأوداج، قد صامت عن الكلام، وهي تتجاهل الموقف كله، وتتظاهر بأنها لا تفهم شيئاً مما جرى أمامها.
كلا أيتها العجوز المرائية.. آثار المساحيق على تجاعيد وجهك الذي كان جميلاً يوماً، وآثار أصباغ محجريك الذاويين اللذين كانت تسطع منهما نظرات كالمغناطيس في الزمن الذي تولى، إن تلك الآثار كلها تنطق بأنك كنت ذات يوم من الفاتنات العابثات بقلوب الرجال، مثلما تفعل ابنتك الآن مع علاوة.. كلا، لا تتجاهلي الموقف، أنت في صمتك إنما تباركين هذا المسلك المريب، بل المكشوف، لا، أنت تخططين لقرانها بأعصاب يهودية باردة.. فليحبل علاوة ابنتك زهية أولاً، ثم تتم تسوية الأمور في يسر مع أخيك أدهم في الشعبة بلف الفضيحة إقرار الأمر الواقع.. أليست هذه هي الموضة في كل زيجة من هذا النوع؟.. إضفاء الشرعية على الزنا تحت ستار إنقاذ طفل بريء وستر الفضيحة وإنقاذ الشرف.. الحبل أولاً، والزفاف البسيط ثانياً، وتطوى القضية، وعلى الزوجة الشرعية الأولى أن تذعن أو تسرح سراحاً جميلاً أو غير جميل.
قال رئيس الدائرة في غضب ومقت، يخاطب الكاتب العام للبلدية:
ــــــ اخرس يا قذر كيف تجرؤ أن تنكر مع هذه المعتوهة (وهو يشير إلى كاتبته الشخصية التي كانت واقفة حذاءه منحنية تستمع للأوامر بمذلة وخنوع)، أنتما سبب كل ما حدث في المدينة كلها.. أنتما مصدر الإشاعة الكاذبة. أنت مفصول من اليوم، يا بليد الحس، يا عديم الفطنة والحصافة.. وأنت؟...... أنت سأرى كيف أعاقبك العقاب الذي يلائم المومسات أمثالك. غوري عن وجهي حالاً ولا تظهري قفاك مرة أخرى.
وصاح مدير الخزينة ساخراً بمرارة:

Pages