قراءة كتاب شعبة الزيتون

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
شعبة الزيتون

شعبة الزيتون

كتاب " شعبة الزيتون " ، تأليف أبو العباس برحايل ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2012 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 6

".. أيتها الغادة الفاتنة الأسطورية الجمال
أيتها القلعة الممتنعة الحصينة على أعتى الرجال
لو تعلمين من يكون هذا الشبيه بالحمل الوديع
تجدين له مخلباً كالنصل لهزبر مريع
تجدين له قلباً في صلابة دب صحراء الصقيع
أيتها الغادة الفاتنة الغريرة
لا تنخدعي بالمظاهر الحقيرة
هل يرى الصياد صخب الحياة تحت الأمواج الكسيرة
لولا صنارته البارعة المحكمة ما رأى سمكة خطيرة.. ".
بل أنتم جميعاً أيها السادة، وافقتم على التأويل تماماً وقلتم ما يكون "الهزبر" إلا المفتش العام، وما يكون الصياد إلا هو....
ولم يتمالك وكيل الجمهورية نفسه، فجمع قبضة يمناه ولكم بها أنف علاء؛ الكاتب العام الذي تلقى اللكمة بروح من القبول والاستسلام والمذلة بصورة غير مسبوقة. وقبل أن تفيق القاعة كلها من اللكمة المُذلة وقبولها غير المنتظر من علاء، صاح الوكيل مزمجراً كالعادة، وكأنما هو في المحكمة يوجه الاتهام بالصرامة اللازمة حتى يقبض مقابل تلك الصرامة رشوة وثمناً يخفف بهما غلواءه في جلسة موالية:
- كل منكما الآن يتملص من المسؤولية ويرمي بالكرة خارج الملعب، بعد أن كان كل منكما منفوشاً كالطاووس، ويدعي بأنه هو أول من اكتشف وتحقق من أن الرجل الغريب في الفندق هو المفتش العام بالتأكيد.. قبل أن يضيف في تهكم فاحش وقد ابتلع ريقه الذي غص به مغتاظاً:
ــــــ أنت يا علاء، يا خنزير الحقول الأفّاك الفتاك بحاسة الشم القوية عند كلبك الأعور المتملق، وهو يتشمم أعطاف زوجة الغريب ويلحسها بنهم غير مشهود حتى لدى من أصابته جائحة القرم وفتكت به غائلة المجاعة السوداء.. وأنت يا.. يا أيتها الأرنبة البرية المتحفزة للنط فوق الأعشاب المخضرة بأحمر شفاهك الغليظة الفاسقة، وبقلعتك الحصينة التي كانت محل تمجيد شعري سمج وبما لست أدري من حركات الإغواء وعبارات الإغراء المموهة.. ألا لعنة الله عليكما معاً.. بذرتما أموالنا سدًى وبلا طائل.. يا حسرتا!.. لقد كنت ضحيتكما الأكبر، كانت حصتي أكبر بدعوى أني المرتشي الأكبر في البلدة...".
وحانت منك التفاتة عجلى مفاجئة يا علجية، فإذا زوجك الخليع يمطط شفتيه كالحصان ويمددهما في الهواء، ولم يبقَ له إلا أن يصهل، كان يرسم قبلة عطشى، ويرسلها في اتجاه زهية التي كانت تحملق فيه بعينين نهمتين نزقتين، والتي نسيت متابعة أحداث المسلسل، وراحت تعيش أحداثاً واقعية على الأرض وعلى المباشر، وبمحضر الزوجة المخدوعة ومرأى منها.. ازداد نبض قلبك، وتسارع.. وأحسست أن عرقاً فيه تقطع، أو قطع تقطيعاً ولم تستطيعي أن تقولي شيئاً، وجفت على الشاشة عيناك المختنقتان بالدموع، وكأنك ما رأيت منكراً، ولا أمراً فظيعاً فاضحاً، أهو الألم منعك من الانتفاضة؟.. أهو الاستسلام؟.. أهو الهدوء الذي يسبق العاصفة الهوجاء عادة؟..
"واجترأ الوكيل على رئيس الدائرة ذاته وسأله:
ــــــ ترى كيف تسنى لك أن تعرف المرتشي الأول في البلدة، مع أن كل المشاريع لا تمر إلا على يدك؟ وقال الرئيس بصراحة الوكيل نفسها: ــــــ كلا، الأمر لا يتعلق بالمشاريع العامة الهزيلة، الأمر يتعلق بعدد القضايا التي تقدم إليك.. أنا أعلم أن قاعة المحكمة تمتلئ بالمتقاضين المتخاصمين عن آخرها أسبوعياً.

Pages