You are here

قراءة كتاب عباءة حب

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
عباءة حب

عباءة حب

كتاب " عباءة حب " ، تأليف ماري رشو ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2011 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 6

5

ما الذي جعلك جميلاً في عيني؟ وكيف اخترقت عالمي الموصد؟ فهل لذاك المساء علاقة بما كان؟

دخل زوجي قلقاً ومنهمكاً ببعض العناوين والأرقام. اتجه نحو الهاتف. اتصل بأكثر من جهة. كان ينظر إليّ بأسى. عرفت أنك موقوف من قبل الأمن، وأن امرأة ادّعت عليك التغرير بها، وقبل أن يتم القبض عليك، أتت إلى مكتبك الفاخر، وأضرمت النار فيه.

عمل لا نراه في الحقيقة، نسمع به أو نقرأ عنه، أو نشاهده على الشاشات، لا أدري ما الذي أصابني. وجدت نفسي أساعد زوجي، كان يستعد للخروج، وكنت أستعد لإجراء ما أستطيع من اتصالات.

أرسلت لك الطعام والحلوى، وأرسلت وعداً بمساعدتك. كنت بالنسبة لي كطفل يعاقب على فعل لم يقم به، وعليّ ترطيب خاطرك والتهدئة من روعك.

لم أسأل إن كان لك صلة بتلك الفتاة؟ ولم أتساءل إن كانت قد عشقتك إلى حد الجنون. وهل كنتما على علاقة حقاً أو أنها تدّعي ذلك؟ وهل أصدق ادعاءها عليك، هل حقاً قد غرّرت بها؟ وكيف توصلت إلى حد الأذى وتقديم الشكوى؟

أكّد زوجي أنك لن تنام خارج فراشك، ستخرج قبل انتصاف الليل، أسعدني الخبر. فلن تذهب مساعينا سدى، كان لزوجي مكانة في المنطقة، وكان لدي ثقة عند أزواج صديقاتي.

يومها، قمت بفعل جميل، قدمت شيئاً خلق بيننا صلة، كان الإفراج عنك ولادة لي يد فيها، لم أكن آنذاك قد تلقيت إشاراتك التي كنت ترسم لها، ولم تكن رسائلك قد وصلت إلي، ولا أدري لِمَ لم أفكر بقصص لك سابقة، ولِمَ لم أتساءل كيف تنتهي علاقاتك بضجيج يشبه ضجيج الحريق ذلك المساء.

هكذا وبطريقة فجائية تحتمت عليّ مساندتك، كأنني الوحيدة المساهمة في إخراجك من محنتك، وبالتالي فأنا من ستدافع عن سيرتك بين الناس. ولا أدري إلى الآن هل كانت قصتك تلك هي الإشارة الأولى إليك؟ وهل هي التي منحتك مسحة الجمال الأولى أو أنني صبغت عليك من لهفتي فكنت جميلة بك أو كنت جميلاً بي؟

فهل لقصة امرأة أحرقت مكتبك تلد كل هذا الصدى؟ ضجة في الوسط وضجة في نفسي؟ بدأت الشائعات تكبر. كان أكثرها اقتراباً للمعقول هو اتهام المرأة بخلل عقلي أو نفسي. وكنت أندفع وراء الفكرة. وأستعيد قصصاً لك مرّت أيضاً بسلام، فحديث الحريق أعاد للناس حوادث سابقة. ساهمنا أنا وزوجي بنفيها والترويج لحظّك العاثر، الذي سبق وألقى في دربك قبل عام أيضاً، تلك الصبية الجميلة التي خرجت من مكتبك - كما قيل- نصف عارية.

قلت إنها وقعت في هواك، ولم تمنحها فرصة المتابعة، وصددتها أكثر من مرة، هذا قدرك أن تبقى عازباً، وألا تنشئ علاقات، فأنت راض بحياتك تلك.

غريب ما حصل، غريب أن تقع امرأة في هواك من دون تشجيع. فكيف وصلت في حبها لك إلى حد الجنون؟ كيف ارتمت على قدميك تائهة وناحبة ومهددة؟

أما مصادر أخرى فكانت تثبت أنكما تبادلتما العشق وتطارحتما الهوى، وكنتما تصطادان لحظات الغرام وتشبعان غرائزكما في الخفاء.

أي المقولتين أصدق؟ ولكلا الحادثتين طعم الجنون. فكيف تعشقنك كل هؤلاء النسوة وتبقى مغلوباً على أمرك. بل ومستغرباً ما الذي أوصلهن إلى ما هن عليه؟

شيئاً فشيئاً دخلت حياتي.

كلما التقت أعيننا تبثني عبارات الشكر.

وعلى قلة تلك اللقاءات كانت تكفي لبث مجمل الاهتمامات التي أردت إرسالها إليّ.

هل كانت فكرة البث في الخفاء متعمدة؟ لو صرّحت بها علناً أما كانت الأمور ستختلف؟

وبين البث وما يليه تمر أيام، فلا أكاد ألتقط أنفاسي لألتقي بك من جديد.

نلتقي لثوان فقط، ريثما يخرج زوجي إليك، غير أنك تترك ما يكفي من التفكير بك لأيام.

هل كان عليّ رفضك علناً، وأمام زوجي وابني؟ هل عليّ إثارة زوبعة من الاتهامات قد أخرج منها خاسرة؟ هل سأكون مجرد امرأة تستفزّ زوجها الذي استبدلها بالعشيقات؟ أو لكي أعلن للجميع أنني امرأة يرغب بها الرجال؟

Pages