كتاب " الوشق والذئاب " ، تأليف أيمن كامل ملكاوي ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2009 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
You are here
قراءة كتاب الوشق والذئاب
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

الوشق والذئاب
العهد
"هذه قصة أسد الجبال، فلا فائدة من كل حالم ليس همه سوى الترحال. "قال الوشق.
"ولكن ما العمل؟ وما هو الحل؟ إذا كان أسد الجبال لا خير فيه! أو لماذا لا يكون هذا حافزاً يرضيه!" قال الدب وهو يتثاءب.
رفع القندس المهندس يده وقال:
"أنا سوف أدلكم على الحل، خير لكم من قول الدب المختل."
"أنا مختل، أيها المنحل، أيها...." ولكن الوشق قاطعهما: "كفاكما سفاهة، فليس القوي بالصرع ولكن القوي من صبر على غضبه، ما هذا!!!"
"أعتذر منك أيها الوشق ولكن القندس هو من ابتدأ."
"يبدو أنكما لا تدركان حجم المأساة. فهذه أول مرة تتوحد فيها الذئاب ويبدو أنهم لن يتركوا سفينة ولا مرساة" قال الوشق.
نقنقت الدجاجة البرية بسرعة بديهية:
"سفينة! مرساة!! ولكن أين!!!"
ضحك القندس:
"أيها الوشق، صدقني أنني أشفق لحالك، فأنت تنفق مالك، وتشغل بالك، ومن حولك لا ينفع معهم علم ولا تعليم. سفينة ومرساة أيتها الدجاجة يا صاحبة العقل السقيم!!"
تراجعت الدجاجة البرية بانكسار. نظر إليه الوشق، وقال بوقار:
"ما هو الحل برأيك! فلنستمع إلى قولك."
"نبني سداً، وما أن تصل الذئاب إلى أسفل الوادي نكسر السد ويفيض الماء بالمد، فتغرق وننتهي منها إلى الأبد."
نظر إليه الدب ضاحكاً:
"أقسم بأنني كنت أعرف بأن هذه فكرتك، فأنت لا تعرف غير السدود، لقد خنقتنا بفكرك المحدود."
"وماذا في ذلك يا صديقي اللدود!"
نظرت إليه الأرنبة الطيبة وقالت:
"ولكنك نسيت أيها القندس المهندس أن الماء أهون موجود وأعزّ مفقود. فلن يغرق الذئاب وحدها بل سيغرقنا جميعاً ويذهب الماء سدى. وحتى وإن نجونا فلن نجد في الصيف ما يروينا."
قال الوشق:
"سوف أحدثكم اليوم عن العهد، وما علاقته بالمجد. فإن عاهد أحدكم فلينظر على ماذا يعاهد. وإن شدّ على يد أحدكم فلينظر على يد من يعاضد. فاسمعوا وعوا قصة طيور الحب، وما عاهد القلب للقلب، وكيف ينقلب الجمال والحب فيغير الانتقام كل الدرب."