كتاب " معجم السرديات " ، تأليف مجموعة مؤلفين ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2010 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
You are here
قراءة كتاب معجم السرديات
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

معجم السرديات
ألف
اتّصال Conjonction/Conjunction
الاتّصال لغة هو الانضمام والاجتماع والالتئام بين المنفصلين. وقد استخدم "غريماس" (Greimas,1966) هذه الكلمة للدلالة على علاقة عدم الافتراق بين الذات والموضوع ورمز للاتّصال بـ ( L ).
ويكون الاتّصال في ملفوظ الحالة(*) كما هو الحال مثلاً في قولنا: "الرّجل ذو مال"، فالذات (الرجل) متّصلة ( L ) بالموضوع (المال). ويمكن أن يكون الاتّصال في ملفوظ الفعل(*) وهذا يفترض مروراً من حالة إلى حالة أخرى، فقولنا: "كسب زيد مالاً" يدلّ على تحوّل من ملفوظ حالة انفصاليّ بين الذات (زيد) والموضوع (المال) إلى ملفوظ حالة اتّصاليّ بينهما، وذلك بواسطة ذات فاعلة(*) اضطلعت بعمليّة التحويل.
وبناءً على هذا يتّخذ الاتصال صورتيْن فيكون جامداً إنْ تعلّق بذات حالة(*) متّصلة بموضوع، ويكون متحرّكاً إن كان من صنع ذات فاعلة تتولّى الجمع بين ذات وموضوع، وقد تكون تلك الذات متطابقة مع الذات الفاعلة فيكون الفعل انعكاسياّ (كأنْ يعمل المرء فيحصل على مال) وقد تكون ذات الحالة مختلفة عن الذات الفاعلة (كأن يهب الرجل ابنه سيارة).
وتساعدنا ثنائيّة الانفصال(*) والاتّصال على تحويل المقولات المنتمية إلى البنى الدلاليّة من قبيل الحياة والموت إلى البنى السرديّة والفاعليّة، وذلك بأن نحلّ في المقولة الأولى فاعلاً(*) ذاتاً يمكن أن يكون متصلاً بفاعل موضوع أو منفصلاً عنه. ويتمّ تجميع الملفوظات الاتصاليّة والانفصاليّة لتتكوّن منها البرامج السرديّة(*). ويساعدنا مفهوما الاتّصال والانفصال على تنظيم النصّ بطريقة غير طريقة تقسيمه إلى فقرات، ومن ثم فإنّه يمكننا أن ننزّل الاتّصال والانفصال في مستوى زمنيّة النصّ، والفضاء النصّيّ، والممثّلين(*)، والقيم.
" الموادّ ذات الصلة. ـ انفصال، ذات حالة، ذات فاعلة، ممثّل، ملفوظ حالة، ملفوظ فعل، فاعل، برنامج سرديّ.
م. ق.
أثر الواقع Effet de réel / Real Effect
يحيل هذا المفهوم الذي استخدمه "رولان بارت" (Barthes, 1968) على جزئيّات أو تفاصيل تذكر في سياق الوصف(*) ويستحيل على التحليل السرديّ مهما بلغت درجة شموله أن يسند إليها أيّة وظيفة تبرّر ذكرها في القصّة(*). ومثال ذلك قول "فلوبير" في أقصوصة "قلب طيب" (Un cœur simple) واصفاً القاعة التي تمكث بها السيّدة "أوبان": "كان بيانو قديم تحت بارومتر يحمل كومة هرميّة من العلب والكرتون" (G. Flaubert, Trois contes) . لئن كان في ذكر "فلوبير" للبيانو ما يحيل على الانتماء البرجوازيّ لصاحبته، وفي العلب علامة على حالة الفوضى، وهو ما يندرج في تصوير الجوّ العامّ في منزل السيّدة "أوبان"، فإنّ ذكر البارومتر خال من كلّ غائيّة. إنّ هذه الجزئيّة لا تصلح إلّا لإفهام القارئ(*) أنّ القصّة تذكرها لمجرّد أنّها موجودة وأنّ الراوي(*) الذي تخلّى عن وظيفة اختيار الأحداث(*) وتوجيه القصّة يخضع لسيطرة الواقع ولسيطرة ما هو موجود وينبغي أن يُعرَض.
إنّ التفصيل غير المفيد يبدو، إذا نظرنا إليه من جهة البنية، مزعجاً بل يبدو إفرازاً لترف سرديّ. وهو ما دعا "بارت" إلى التساؤل عمّا إذا كان كلّ شيء في القصّة ذا معنى، وإذا لم يكن الأمر كذلك فما دلالة انعدام المعنى. وتكتسي هذه الإشكاليّة أهمّيّة خاصّة بالنسبة إلى التحليل البنيويّ للقصص.
" الموادّ ذات الصلة. ـ مشاكلة، وهم مرجعيّ، وصف.
ف. ن