الكتاب أحد أهم مؤلفات اللغوي البصري سيبويه ويعتبر أول كتاب منهجي ينسق ويدون قواعد اللغة العربية. وقال عنه الجاحظ أنه «لم يكتب الناس في النحو كتاباً مثله». أُلِّفَ الكتاب في القرن الثاني للهجرة الموافق للثامن من الميلاد.
قراءة كتاب الكتاب الجزء الرابع
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 9
باب ما جاء من الأدواء
على مثال وجع يوجع وجعاً وهو وجع لتقارب المعاني وذلك: حبط يحبط حبطاً وهو حبطٌ وحبج يحبج حبجاً وهو حبجٌ.
وقد يجيىء الاسم فعيلاً نحو مرض يمرض مرضاً وهو مريض.
وقالوا: سقم يسقم سقماً وهو سقيمٌ وقال بعض العرب: سقم كما قالوا: كرم كرماً وهو كريمٌ وعسر عسراً وهو عسيرٌ.
وقالوا: السقم كما قالوا: الحزن.
وقالوا: حزن حزناً وهو حزينٌ جعلوه بمنزلة المرض لأنه داء.
وقالوا: الحزن كما قالوا: السقم وقالوا في مثل وجع يوجع في بناء الفعل والمصدر وقرب المعنى: وجل يوجل وجلاً وهو وجلٌ.
ومثله من بنات الياء ردى يردى ردىً وهو ردٍ ولوى يلوى لوىً وهو لوٍ ووجى يوجى وجىً وهو وجٍ وعمى قلبه يعمى عمىً وهو عمٍ.
إنما جعله بلاءً أصاب قلبه.
وجاء ما كان من الذعر والخوف على هذا المثال لأنه داء قد وصل إلى فؤاده كما وصل ما ذكرنا إلى بدنه وذلك قولك: فزعت فزعاً وهو فزعٌ وفرق يفرق فرقاً وهو فرقٌ ووجل يوجل وجلاً وهو وجلٌ ووجر وجراً وهو وجرٌ.
وقالوا: أوجر فأدخلوا أفعل ههنا على فعل لأن فعلاً وأفعل قد يجتمعان كما يجتمع فعلان وفعلٌ.
وذلك قولك: شعثٌ وأشعث وحدبٌ وأحدبٌ وجربٌ وأجرب.
وهما في المعنى نحوٌ من الوجع.
وقالوا: كدرٌ وأكدر وحمقٌ وأحمق وقعسٌ وأقعس.
فأفعل دخل في هذا الباب كما دخل فعلٌ في أخشن وأكدر وكما دخل فعلٌ في باب فعلان.
ويقولون: خشنٌ وأخشن.


