كتاب " تحديات ومواقف - سلسلة أضواء كاشفة (1) " ، تأليف محمد السيد ، والذي صدر عن دار المأمون للنشر والتوزيع عام 2013 .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :
قال رسول الله :
العصبية: «أن تعين قومك على الظلم».
وقال : «الدين النصيحة».
قراءة كتاب تحديات ومواقف - سلسلة أضواء كاشفة (1)
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

تحديات ومواقف - سلسلة أضواء كاشفة (1)
وإذا نادوا فيكم: أيها الناس إن الناس قد جمعوا لكم.. ففروا إلى الله بقلوبكم وجوارحكم وعملكم، مرددين بلسان واحد ولهجةٍ واثقة: حسبنا الله ونعم الوكيل.
وإذا سمعتم نداء الحياة يقول: إن الرزق هو الأول، فقولوا: نعم.. لكنه مكتوب، ونحن نفر إلى الله الذي عنده خزائن السماوات والأرض، وعنده علم نصيب كل مخلوق، وقد رضينا بما قسم الله لنا، بعد أن أفرغنا الوسع، وقدمنا الجد والكد.
ولو أن الحرص همس في آذانكم، يريد تخويفكم على حياتكم أو ما بين أيديكم من أمانة، كثروة أو أطيان أو وظيفة أو أهل وذرية، ففروا إلى الله، بالرد على الهمس قولاً وعملاً صادقين، وهل ما بين أيدينا من كل ذلك إلا أمانة استودعها المانح المعطي لدينا، فإذا أراد الواهب استرجاع هبته، فإنما هي عارية مستردة، فعلام تخاف؟ وممَ تخشى ونحن وكل ما في هذه الفانية منه وإليه؟ وهو الذي اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة. وأنعم به من بيع وتجارة لن تبور! وهو الذي عرض علينا البضاعة إذ قال: (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ) [آل عمران آية: 92] فكيف نصغي لهمس النفس الأمارة ولا نفر إلى عرض ربنا الرابح؟!
فإذا سمعتم نفث النافثين ممن أقعدتهم ضرورات الدنيا عن المعالي، يخاطبونكم بالقول: إنكم بهبتكم لتلبية نداء الله، في الدعوة إلى دينه وإقامة شرعته وتحكيمها في حياة الناس، إنما تضعون أنفسكم في مواجهة الكبراء من الرسميين والمثقفين الملتصقين بهم، وحينئذٍ فأين السلامة من تهمة الإرهاب والأصولية وعقابيلهما؟
إنكم إذا سمعتم ذلك فقولوا: إننا نؤدي الواجب، ونفرُّ إلى الله فهو الملاذ الذي بيده تسيير شأن الخلائق، فإن كان النصر فهي الحسنى الأولى، والفرحة بها لا تزيد على الفرحة إن كان قدر الله قد قضى بالثانية وهي الشهادة، وإن لم نفعل فإن قوله تعالى ونذيره ينتظرنا (إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ) وإذن فنحن نفرّ إلى الله ونلوذ به من النذير، باختيارنا الواجب الذي تقتضيه رعشة الأُنس بالله، وطمأنينة الأمان الذي نلقاه في جنبه، ألم تقرأوا قول سحرة فرعون له بعد أن آمنوا، واهتزت قلوبهم طرباً بأمان الله، فرددوا بلسان واحد: (فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ ۖ إِنَّمَا تَقْضِي هَٰذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا) [طه آية: 72]؟

