You are here

قراءة كتاب صفحات مطوية من التاريخ

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
صفحات مطوية من التاريخ

صفحات مطوية من التاريخ

كتاب " صفحات مطوية من التاريخ " ، تأليف عيسى إبراهيم اللوباني ، والذي صدر عند دار المأمون للنشر والتوزيع عام 2014 .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 7

كيف غادر المفتي ألمانيا وأين كانت وجهته؟

اشتدت وطأة غارات الحلفاء على ألمانيا منذ أواخر عام 1943 وازدادت شدة عام 1944، وكانت بعض الغارات تهاجم برلين بألف طائرة، وكانت لا تفرق بين أهداف مدنية أو عسكرية، وكانت السلطات الألمانية تنذر المفتي ومن معه من العرب بالغارات بالتلفون قبل وقوعها للذهاب إلى الملاجئ.

وكانت الدار التي يقيمون بها قد أصيبت مراراً، وكانت ملكاً لسفير ألمانيا في الأرجنتين ومؤلفة من ثلاثة أدوار وتحيط بها حديقة واسعة، وكانت السلطات تقوم بالإصلاحات فوراً ليعود سكانها إليها. وفي إحدى الغارات دُمرت الدار تماماً، وفي اليوم التالي تم نقل المفتي ومن معه إلى منطقة بعيدة عن الغارات الجوية على بحيرة (ساوة) حيث مكثوا فيها حوالي شهرين، ثم تم نقلهم إلى مدينة (سيتاو) حيث قضوا فيها أربعين يوماً في فندق، وبعدها تم نقلهم إلى (أويبين) وهي إحدى المنتجعات الألمانية بالقرب من حدود تشيكوسلوفاكيا، حيث مكث الجميع وعددهم عشرون شخصاً ببيت كبير معظم عام 1944 وشطراً من عام 1945.

وكان رجال المجموعة يتناوبون الذهاب إلى برلين ويقضي كل من يذهب أسبوعاً لتفقد أحوال العرب والمسلمين وقضاء مصالحهم في تلك الظروف الحرجة.

ولما اشتدت الحال وبدأ زحف الحلفاء على برلين عام 1945 جاءهم حاكم المنطقة وأبلغهم أن هذه المنطقة أصبحت خطرة وأن السلطات ترغب في نقلهم إلى مدينة (بادكشتاين) وهي منتجع شهير جنوب النمسا. وقد لاحظ رجال المجموعة العربية أن جميع السيارات التي كانت تقل الحاكم وجماعته كانت تسير بالفحم نظراً لأن البنزين أصبح قليلاً وغالي الثمن في ألمانيا. وغادرت المجموعة العربية ومعها المفتي بالطبع إلى بادكشتاين حيث أنزلتهم السلطات الألمانية في فيلا (كارلشتاين) والتي لم تتسع لهم جميعاً فنزل بعضهم في الفنادق. وكان من ضمن هؤلاء العرب فلسطينيون ومصريون وسوريون وتونسيون وإيرانيون. وكانت هذه المدينة بعيدة عن الغارات الجوية لعدم وجود مصانع فيها تجعلها عرضة للقصف الجوي. لذلك تم تخصيصها للهيئات السياسية.

وفي هذه الفترة يقول المفتي بأن القضية العربية برمتها خسرت مناضلاً كبيراً يدعى (مصطفى الوكيل) وهو شاب مصري تطوع في البداية لقتال الإنجليز في العراق بعد حركة الكيلاني، ثم التحق بالثوار في فلسطين وفي كتيبة الشهيد عبد القادر الحسيني، وبعد ذلك خرج إلى سوريا فتركيا ومنها إلى ألمانيا، وقد عرفه زملاؤه بطيب الخلق والشجاعة والزهد وإنكار الذات والانتماء العربي الإسلامي الخالص لوجه الله والوطن. وكان خلال وجوده في ألمانيا يتوقد نشاطاً وحيوية دائب النشاط والعمل على خدمة المصالح العربية والإسلامية عامة، والقضية المصرية بشكل خاص، ونجح في انتزاع التصريح المشترك الذي صدر عن ألمانيا وإيطاليا عام 1942 بالاعتراف باستقلال مصر، ومطالبة دول المحور بعدم قصف المدن المصرية. استشهد هذا المناضل في غارة بريطانية على برلين ودفن بها إلى أن نقلت رفاته إلى مصر عام 1954.

ويضيف المفتي بأنه وقبل مغادرته بادكشتاين نهائياً توجه والدكتور فرحان الجندلي إلى برلين للقيام ببعض الشؤون ومنها بناء قبر للدكتور مصطفى الوكيل. ومكثا في برلين عشرة أيام بفندق إدلون الشهير.

Pages