You are here

قراءة كتاب المنشآت المعمارية فى عصر الخديوي إسماعيل

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
المنشآت المعمارية فى عصر الخديوي إسماعيل

المنشآت المعمارية فى عصر الخديوي إسماعيل

كتاب " المنشآت المعمارية فى عصر الخديوي إسماعيل " ، تأليف احمد محمد علي ، والذي صدر عن مكتبة مدبولي ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
دار النشر: مكتبة مدبولي
الصفحة رقم: 2

مقــــدمة

يتناول هذه الكتاب المشروعات العمرانية وأثرها على السياحة فى مصر فى النصف الثانى من القرن التاسع عشر. وقد قمت بالتركيز على فترة الخديوى اسماعيل ، لما شهدته هذه الفترة من مشروعات عمرانية جديرة بالدراسة ، وجوانب اصلاحية متعددة فى شتى المجالات .

وقد سبق تناول الموضوع من وجهة النظر التاريخية من خلال عرض لأهم المشروعات العمرانية و الإنجازات الحضارية فى هذه الفترة . وهناك من تحدث أيضاً عن السياحة فى مصر فى القرن التاسع عشر بشكل مستقل . لذا فقد اهتممت بمحاولة الربط بين هذه المشروعات وآثارها على السياحة ، و التى تمثل صناعة من أهم الصناعات التى تؤثر بشكل كبير فى الاقتصاد المصرى ، وهى صناعة مركبة تدعمها العديد من المقومات كالعمران ، النقل و المواصلات ، الفنادق ، عوامل الجذب الثقافى كالآثار ، الأوبرا ، ............. وغيرها .

وقد قسمت الموضوع الى سبعة فصول كما يلى :

"الفصل الأول" وقد تناولت فيه مشروعات المدن سواء المدن القديمة مثل القاهرة و الأسكندرية أو المدن الحديثة مثل بورسعيد والاسماعيلية .

فلاشك أن إسماعيل جعل من القاهرة حاضرة للبلاد تضاهى أعظم عواصم العالم واستطاع بفضل جهده أن يحقق مشروعه العظيم باريس الشرق . فها هى القاهرة ولدت من جديد على يد إسماعيل بشوارعها الجديدة وميادينها الواسعة وحدائقها الرائعة وإنارتها بالغاز وإدخال المياه الصالحة للشرب . وكيف استطاع بعصاه السحرية أن يحول البرك والمستنقعات إلى جنات وقصور شامخة ومازالت حتى الآن شاهدة على إنجازات هذا الحاكم المحب لبلده . ولم تكن الإصلاحات قاصرة على القاهرة فقط، وإنما امتدت يد العمران إلى حاضرة البلاد الثانية "الإسكندرية " التى كانت فى ذلك الوقت بفضل مشروعاته مركز جذب سياحى هام لاسيما إنارتها بالغاز وإدخال المياه وشق الشوارع وبناء القصور وإصلاحاته لميناء الإسكندرية . وبورسعيد أيضاً نالتها عين الرعاية الخديوية، وكان الختام بالإسماعيلية التى حملت اسم الخديوى وظلت تذكاراً واعترافا بالجميل والفضل للخديوى إسماعيل .

أما " الفصل الثانى " فقد تحدثت فيه عن " مشروعات النقل والمواصلات " وكيف كانت سبباً فى نقل مصر حضارياً ، فالسكك الحديدية كونت حلقة وصل بين المدن الرئيسية فى الوجهين البحرى والقبلى فانتعشت حركة التجارة وحركة العمران وبالتالى حركة السياحة، لأن النقل أحد العناصر الهامة فى إتمام العملية السياحية . وانتقلنا إلى إدخال البريد والتلغراف فى مصر وكيف لعبا معاً دوراً هاماً فى الربط بين المدن والقرى المصرية . ومما زاد من الأهمية أن الأمر لم يكن قاصراً على النطاق المحلى وإنما تجاوز الحدود، وسيتجلى ذلك من اشتراك مصر فى المؤتمرات الدولية الخاصة بالبريد . أما النقل النهرى فكانت له أهمية كبيرة فى ذلك الوقت سواء بالنسبة للملاحة والنقل والتجارة أو بالنسبة للسياحة، وهانحن الآن نجد نهر النيل واستغلاله فى السياحة النهرية على خط القاهرة / الأقصر / أسوان بجانب مشاهدة أهم المعالم الأثرية فى المدن الرئيسية خاصة فى مصر الوسطى والأقصر وأسوان . وكان ختام الحديث فى هذا الفصل عن قناة السويس هذا الشريان المائى العظيم الذى كان بمثابة إعلان لانتقال مصر من المحلية إلى العالمية، وكانت قناة السويس وما تبعها من مشروعات متعلقة بافتتاحها لها تأثير بالغ فى حركة السياحة خاصة تمهيد طريق الأهرام – إنشاء الإسماعيلية ... إلخ .

الفصل الثالث تناول أهم مشروعات الرى سواء أهم الترع والقناطر وإصلاح القناطر الخيرية . ولا عجب أن هذه المشروعات أيضاً كان لها تأثير على حركة السياحة فها هى الترعة الإبراهيمية وقناطر التقسيم كما يقول عنها المهندس الإنجليزي ( السير جون فولر ) أن السائحين الذين يحضرون إلى مصر لمشاهدة الآثار القديمة أولى بهم أن يشاهدوا الآثار الجديدة وهى الترعة الإبراهيمية وقناطر التقسيم . وليس عجباً أن تصبح القناطر الخيرية التى أنشأها محمد على وقام بإصلاحها الخديوى إسماعيل هى الآن إحدى مقاصد الجذب السياحى بالنسبة للسياحة الترفيهية لسكان القاهرة الكبرى والمنوفية والمحافظات المجاورة .

أما مشروعات التعليم فقد تناولها " الفصل الرابع "، ولا شك فى أن إصلاحات إسماعيل فى التعليم هى نقطة تحول فى تاريخ التعليم فى مصر أو كما يصفه إلياس الأيوبى " بعصر إحياء العلوم والمعارف "، وكيف لا ؟ والتعليم هو أساس نهضة الأمم وتقدمها، وكذلك الاهتمام بإرسال البعثات إلى الدول الأوروبية ونقل مظاهر الحضارة الأوروبية إلى مصر . كان هذا العصر من أزهى العصور، ولا شك فى أن التعليم هو أحد عناصر تقدم السياحة لأن الوعى السياحى من أهم عناصر إتمام العملية السياحية . والوعى السياحى لن يحدث إلا بالتعليم والثقافة وليس فقط من خلال العادات والتقاليد . ومما يؤيد كلامى هذا وجود كليات للسياحة والفنادق الآن حتى يكون العاملين فى هذا المجال مؤهلين علميا .

" الفصل الخامس " تناول المشروعات الثقافية مثل دار الكتب ودار الآثار ودار الأوبرا والجمعيات العلمية وكلها عناصر جذب ثقافى، سياحى ليس فقط فى هذا التوقيت وإنما حتى الآن . فالمتحف المصرى هو أهم عنصر جذب سياحى ثقافى ودار الأوبرا التى هى بمثابة نافذة تفتح على العالم ليرى المشاهد ثقافات وحضارات وعادات .

" الفصل السادس " تناول المشروعات البحرية خاصة ميناء السويس وميناء الإسكندرية وإنشاء الفنارات والشركات الملاحية وتأثيرها على حركة السياحة .

أما الفصل السابع تناولت فيه الحديث عن مفهوم السياحة فى النصف الثانى من القرن التاسع عشر، وأهم الأماكن السياحية والأنماط السياحية الممارسة فى ذلك الوقت .

وقد اعتمدت على كثير من المصادر و المراجع العربية أهمها الخطط التوفيقية لعلى مبارك ، تقويم النيل لأمين سامى ، تاريخ مصر فى عهد الخديو اسماعيل باشا لإلياس الأيوبى . بالإضافة إلى العديد من الرسائل العلمية .

وأتمنى أن أكون بهذا الجهد المتواضع قد نجحت فى إلقاء الضوء على فترة هامة فى تاريخ مصر ، وتقديم نشرة إرشادية سياحية حاولت فيها الربط بين التاريخ والسياحة.

والله الموفق ،،،

Pages