كتاب " قراءة الأعراب الرواة ومشاهير العلماء " ، تأليف د.
You are here
قراءة كتاب قراءة الأعراب الرواة ومشاهير العلماء
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
لاشك أنَّ الباديةَ المنبعُ الصافيّ للفصاحةِ والبلاغةِ ، فلغتُها خالصةٌ وشّفافةٌ لا شائب فيها ، وعليه كانت عربَ الجاهليّة إذا ما ولد لهم مولود أرسلوه إلى البادية لينشأ قويَّ الجسمِ فصيحَ اللسانِ ، قويَّ البيانِ ، فارساً مقداماً .
وكان علماء اللغة القدماء كالخليل والكسائي والأزهري يقصدون البادية للسماع من أفواه الأعراب اللغة، من مفردات ، وأشعار ، وأقوال فيدونونه في قارطيسهم فضلاً عن حفظه في ذاكرتهم ، فيعودون إلى بلدانهم ومعهم هذا الخزين من اللغة الفصحى فيدوّنونه في كتبهم على وفق مناهج خاصة في التأليف اللغوي .
وكان من أولئك الأعراب الخُلَّصُ صحابة ، وتابعون ، ورواة للحديث ، وَمحدِّثون وقُرّاء ، وعلماء . وقد استقر العلماء في المدينة، ومكة ، والبصرة والكوفة وقد زخر بذكرهم كتاب مشاهير علماء الأمصار لمحمد بن حَبّان البستي .
لقد كان لقراءات الأعراب أثر كبير في اللغة والأدب لما حملته تلك القراءات من ظواهر لغوية .. وهو يبطل دعاوى من يقول من المستشرقين وطائف من المحدثين إنَّ الأعراب لم يكونوا من القراءات بشيء محتجين بأن القرآن ذمّهم بقوله تعالى: ]الأعراب أَشَدُّ كُفْراً وَنِفَاقاً[ (التوبة :97) وبقوله : ]قَالَتِ الأعراب آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ[ (الحجرات: 14) .
وفاتهم أن هؤلاء الأعراب وفدوا على النبي " في المدينة طمعاً بالصدقات ، لا رغبةً بالإسلام . وإن من الأعراب من كان يؤمن بالله ، واليوم الآخر وينفق في سبيله . قال تعالى: ]وَمِنْ الأعراب مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ[ [سورة التوبة: 99] .
وعليه جاء هذا الكتاب لبيان هذه الحقيقة.
أما منهجنا في الدراسة فيتَمثَّلَ بذكر النص القرآني ، والإشارة إلى القراءة ، الواردة فيه وبيان اسم القارئ ، والترجمة له في الهامش .
وقد بينت آراء العلماء في القراءة من توجيه أعرابي لما خالف اصول اللغة مستفيداً من علم الصوت الحديث في تقطيع المفردة تقطيعاً صوتياً ، وبيان علة القراءة وما يعتورها من تسكين وتحريك وتقديم وتأخير في النونيمات .
وتضمن البحث ثلاثة فصول لثلاثة مستويات لغوية هي :
الفصل الأول : المستوى الصوتي ؛ وأشتمل على ستة ظواهر صوتية هي الهمز والتخفيف ، والإمالة ، والإدغام ، وهمزتا الوصل والقطع والإتباع ، والإبدال.
أما الفصل الثاني فهو المستوى الصرفي ودرست فيه الأبنية ، والإفراد والتثنية والجمع ، والحذف.
والفصل الثالث هو المستوى النحوي وخصصته لدراسة بعض الأبواب النحوية، كالتنوين والمبتدأ والخبر، وإنَّ المشددة ، وأن المخففة ، ولات المشبهة بـ(ليس) ، وأعراب الفعل المضارع ، والمفعول به.
أما المصادر فكانت متشعبة ، إذ اشتملت على كتب التفسير والقراءات والنحو والمعجمات ، والتاريخ والشعر ، والتراجم ، والحديث وما إلى ذلك .
أخيراً أرجو الله تعالى أنه يتقبل منا هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم ، وأن يستفيد منه الدارسون ..
وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ .
المؤلف