تاب " الإخوان المسلمون ودورهم السياسي " ، تأليف حمادة فراعنة ، والذي صدر عن دار الجليل للنشر والدراسات والأبحاث
You are here
قراءة كتاب الإخوان المسلمون ودورهم السياسي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
ما يجري في إيران، نموذج صارخ لكيفية التعامل مع الآخر، فقد وصف رجل الدين عباس فايز تباسي ممثل الـمرشد الأعلى علي خامنئي، الذي ينحني أمامه خالد مشعل ويقبل يديه تعظيماً لأسباب ودوافع مالية وحزبية وسياسية، وصف عباس تباسي الـمعارضة لنظام حكمه بقوله "إن الـمسؤولين عن الفتنة الحالية في البلاد، أعداء الله ورسوله يجب معاقبتهم بحد الحرابة" وحد الحرابة هو القتل، أي ينبغي إعدامهم وفق ولاية الفقيه الإيراني ولـمن؟ لـموسوي وكروبي وهما رئيس الوزراء الأسبق ورئيس البرلـمان السابق، ولـم يرتكبا سوى الاجتهاد والـمعارضة للرئيس محمود أحمدي نجاد ولتعليمات الـمرشد الداعمة للحكومة.
والرئيس الإيراني نجاد وصف الـتظاهرات التي نظمها أنصار الـمعارضة يوم الأحد الـماضي والتي تطعن بشرعية انتخابه على أنها تستجيب لسيناريو أمر بوضعه "الصهاينة والأميركيون" كما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية إبرنا.
ودعا رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني إلى إنزال العقوبة القصوى بـ "أعداء الثورة" وقال إن مجلس الشورى يريد أن تضع أجهزة الـمخابرات والسلطات القضائية حداً لأولئك الذين يستهينون بالدين وإنزال العقوبات القصوى بحقهم.
هذه هي فلسفة الحكم الأصولي لولاية الفقيه الإيرانية وتطبيقاتها، فالآخر لا اعتبار له ولا مجال للاجتهاد أو الاحتجاج السلـمي الـمدني، فهو عميل أميركي صهيوني، أما هم فهم محصنون من الخطأ والخطيئة، وهم مكلفون بتنفيذ أحكام الشريعة، وهي فلسفة وإجراءات لا تقتصر تطبيقاتها على ولاية الفقيه، بل تمتد لتشمل كافة التنظيمات والقوى السياسية الأصولية العابرة للحدود.
تنظيم القاعدة لا يحتاج لاستحضار تصريحات قادته للدلالة على حجم رفضها وعدائها للآخر والعمل على تصفيته واجتثاثه، فسلوكها العملي بالتفجيرات في كل مكان، وفي أغلبية العواصم، ليس فقط في أميركا كما حصل في 11 أيلول 2001، وفي أنحاء أوروبا، بل شملت عملياتها التدميرية التفجيرية أغلبية العواصم العربية والإسلامية، ولـم تقتصر على العسكريين أو أجهزة الأمن بل استهدفت الـمدنيين ومؤسساتهم من فنادق وحافلات وأسواق وكنائس وكنس ومساجد الشيعة، لتأكيد حقها في الجهاد وممارسة العمليات الاستشهادية ضد الآخر دون أي رادع إنساني.