You are here

قراءة كتاب الإخوان المسلمون ودورهم السياسي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الإخوان المسلمون ودورهم السياسي

الإخوان المسلمون ودورهم السياسي

تاب " الإخوان المسلمون ودورهم السياسي " ، تأليف حمادة فراعنة ، والذي صدر عن دار الجليل للنشر والدراسات والأبحاث

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
دار النشر: دار الجليل
الصفحة رقم: 8

والثاني: إن هذه الانتخابات تمت تحت إمرة الرئيس الفلسطيني، وهو رئيس حركة فتح، وأن الأجهزة والمؤسسات التي أشرفت على الانتخابات كانت قياداتها من حركة فتح، وكان يمكن لها تزوير الانتخابات أو أن تجد حجة لإلغائها، أو تضع شروطاً سياسية على برنامج حكومة إسماعيل هنية لتحول دون تمرير شرعيتها في المجلس التشريعي، وهذا كله لم يحصل، كما إن انقلاب فتح الموهوم، وفق سيناريو حماس، لم يحصل وبقي حبراً على ورق أو تصوراً ذهنياً في عقلية حماس، وأن الإجراء الوحيد الذي تم والحقيقة الوحيدة الماثلة لكل المراقبين هي انقلاب حماس الذي ما زال قائماً بإدارة سياسية من قبل قادة حماس مدعومة بقرار حركة الإخوان المسلمين العالمية العابرة للحدود، وإن سيطرة القوة التنفيذية وحدها هي المتمكنة من قطاع غزة .

واليوم، بعد ثلاث سنوات، ماذا جنت حماس وحركة الإخوان المسلمين؟

حماس كانت شريكاً في النظام السياسي الفلسطيني، من موقع القوة بفعل النضال واعتماداً على نتائج صناديق الاقتراع، وهي اليوم تتخلى عن النضال وتقمع كل محاولة للمساس بالاحتلال لحماية نظامها وهيمنتها وتفرض التهدئة من طرف الواحد، دون اتفاق سياسي مع إسرائيل، وهو وضع يوفر حالة نموذجية مقبولة لإسرائيل دفعتها بعد اجتياحها الدموي لقطاع غزة أن تسعى لتحول دون إسقاط حكم حماس بل والحفاظ عليه لأنه يوفر لإسرائيل عاملين مهمين أولهما الأمن حيث تقوم حماس بردع كل من يحاول المساس بإسرائيل من قطاع غزة، وثانيهما حجة فرض الحصار الظالم على قطاع غزة بسبب وجود نظام متطرف موصوف بالإرهاب .

حماس كانت شريكاً في النظام السياسي الفلسطيني، وهي الآن خارج النظام بعد أن حاولت أن تكون بديلاً عنه وانقلبت على مؤسساته فأوقعت نفسها بمزيد من الشرك والعزلة والحصار السياسي، وأوقعت شعبها في الجوع والحصار وحملته أكثر مما يستطيع أن يحتمل، وسيظهر ذلك جلياً في أول انتخابات مقبلة إذا اضطرت حماس لإجرائها تحت إرادة الفلسطينيين الضاغطة وإرادة المجتمع الدولي كذلك، حيث ستتراجع حماس عن مكانتها وعن الأغلبية التي حصلت عليها وهو تقدير تعرفه حماس ولهذا ترفض الانصياع لإرادة الفلسطينيين في العودة إلى الاحتكام إلى صناديق الاقتراع، فالانتخابات لدى الأصوليين غير الديمقراطيين لمرة واحدة لا تتكرر، وهو ما نفذته حماس وتعمل على أساسه .

حركة الإخوان المسلمين التي كانت صاعدة ويتسع نفوذها الجماهيري وخاصة في بلدان الطوق العربي المحيطة بفلسطين أيقظ الانقلاب الحمساوي الحس الأمني لدى أصحاب القرار في القاهرة وعمان وجعلهم أكثر تحفظا، وتراجعوا عن تقديم المزيد من الخطوات على طريق التحول الديمقراطي التدريجي، وباتت أولوياتهم العمل على كبح جماح حركة الإخوان المسلمين الذين زاد اندفاعها بعد أن حققت حماس نجاحين الأول في الانتخابات الفلسطينية، والثاني بسيطرتها المنفردة من خلال الانقلاب على قطاع غزة، وبات الصراع مكشوفاً في الأردن ومصر، حيث تعمل حركة الإخوان المسلمين على شرعنة الانقلاب مستغلة الجرائم التي ترتكبها إسرائيل، كما حصل في قافلة الحرية التركية، وبدلاً من أن تبذل حركة الإخوان المسلمين جهداً في دفع حماس نحو الاحتكام إلى صناديق الاقتراع، وعقلنة خطاب حماس السياسي، تدعم تطرفها وهيمنتها وتسلطها في قطاع غزة مما يعيق فرص المصالحة، وتجعلها أسيرة للتطرف، بما لا يفيد الشعب الفلسطيني، لأن التطرف هو رديف للاستسلام والخنوع وكلاهما ( التطرف والاستسلام ) يخدم المشروع التوسعي الاستعماري الإسرائيلي .

22/9/2010

Pages