تاب " الإخوان المسلمون ودورهم السياسي " ، تأليف حمادة فراعنة ، والذي صدر عن دار الجليل للنشر والدراسات والأبحاث
You are here
قراءة كتاب الإخوان المسلمون ودورهم السياسي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
تمنيات حركة الإخوان المسلمين
ما الذي دفع البعض لاستغراب تمنيات محمد بديع المرشد العام لحركة الإخوان المسلمين التي عبر فيها ومن خلالها عن مواقفه وتقييمه أن "السلطة الفلسطينية توشك أن تلتقط أنفاسها الأخيرة على طاولة المفاوضات المباشرة".
الموقف التقليدي لحركة الإخوان المسلمين هو العداء لمنظمة التحرير الفلسطينية، منذ أن تشكلت عام 1964، لأنهم اعتبروها إحدى أدوات عبد الناصر، فهو الذي دعا إلى تشكيلها لإبراز الهوية الفلسطينية وكي يتحمل الفلسطينيون مباشرة مسؤولية قضيتهم، ووفر القرار العربي لولادتها وعمل على دعمها، ولذلك ناصبها الإخوان المسلمون العداء المسبق انعكاساً لعدائهم لعبد الناصر.
وبعد عام 1967، وبعد النكسة وردود الفعل الشعبية والحزبية، لظهور وتنامي ظاهرة الكفاح المسلح والفصائل الفلسطينية وخاصة من قبل التيارين اليساري (الجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية والشيوعيون) والقومي (حزبا البعث والناصريون) وانخراطهم في مسار الحركة الوطنية الفلسطينية وانحيازهم لظاهرة الكفاح الشعبي المسلح ودخولهم مؤسسات منظمة التحرير، ازداد عداء حركة الإخوان المسلمين لمنظمة التحرير الفلسطينية، خاصة وأن الإخوان المسلمين لم ينخرطوا في الكفاح المسلح ولم يؤيدوه واتخذوا موقفاً سلبياً منه، بل وكانوا متطرفين جداً حين اعتبروا أن شهداءه يموتون "فطايس" ولا صلة لهم بالشهادة المرغوبة، إسلامياً ودينياً.
ولما تشكلت حركة حماس في وقت متأخر عام 1988، كفرع لحركة الإخوان المسلمين في فلسطين، واتخذت موقفاً سلبياً ورافضاً وعدائياً لمنظمة التحرير، انعكاساً لسياسات ومواقف الإخوان المسلمين التقليدية، وطرحت نفسها بديلاً للمنظمة، اتخذ الإخوان المسلمون موقفاً مماثلاً واعتبروا "حماس" هي ممثلة الجهاد الفلسطيني، وهي عنوان النضال ولا عنوان آخر قبله ولن يكون بعده، وعندما شاركت حركة حماس في الانتخابات التشريعية ونالت الأغلبية البرلمانية وقامت بانقلابها العسكري على السلطة والشرعية، تعمق موقف الإخوان المسلمين من الانحياز لحركة حماس وغدت هي عنوان فلسطين، وعملوا بكل الوسائل كي يطمسوا دور المنظمة والسلطة وإظهار "حماس" على أنها الشرعية معتمدين في ذلك على ثلاثة عوامل :
أولها: نتائج الانقلاب وتفرد حركة حماس بالسيطرة والهيمنة على قطاع غزة.
وثانيهما : الاتكاء على فصائل حركة الإخوان المسلمين، وقوتها كأكبر وأهم حركة سياسية عربية عابرة للحدود للعمل على المس بمكانة المنظمة وسلطتها الوطنية وإبراز شرعية "حماس" ودورها الجهادي .