كتاب " الموساد العمليات الكبرى " ، تأليف ميخائيل بار زوهر و نسيم مشعل ، ترجمة بدر عقيلي ، والذي صدر عن
You are here
قراءة كتاب الموساد العمليات الكبرى
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
قدم إفني إلى إسرائيل لقضاء إجازة والتقى بهرئيل، وخلال هذا اللقاء شعر هرئيل أن ضوءا أحمر قد أضيء أمام ناظريه، فسبب زيارته لإسرائيل لم يرق لهرئيل، حيث قال إن السبب في الزيارة يتعلق بمشاكل شعور ابنته التي تناهز الثامنة بالوحدة، كما أنه أبدى رغبة جامحة في الانضمام إلى الموساد وإقامة مكتب له في يوغسلافيا.
قام هرئيل بدعوة إفني للقاء ثان، وفجأة ودون أي إنذار سابق، ضرب الطاولة بقبضة يده، وانفجر صارخا: " أنت جاسوس سوفييتي، أنت ضابط سوفييتي، اعترف، اعترف". لقد أذهل الغضب المفاجئ إفني، والذي بدا شديد الضيق، وفي النهاية اعترف. وقال أنه شيوعي متطرف، وأنه يعمل منذ عام 1952 في خدمة الاتحاد السوفييتي.
لم يكن لدى هرئيل أية أدلة يمكنها أن تدينه، ولو أن إفني نفى التهمة الموجهة إليه بشدة لتخلى هرئيل عنها، بيد أن إفني خاف واعتقد أنه إذا لم يعترف فسوف يعدمه هرئيل بوصفه خائنا. وقد حوكم وحكم عليه بالسجن لمدة أربع عشرة سنة. لقد كان إفني الجاسوس السوفييتي الوحيد الذي نجح في التغلغل إلى صفوف الموساد.
لم يحقق الموساد في سنواته الأولى نجاحا كبيرا، فقد كانت تلك السنوات سنوات دراسة وتعلم وتنظيم. كانت إسرائيل معزولة في تلك السنوات، ولم تتمكن من الحصول على تعاون وتوجيه من قبل أجهزة أمن أكثر منها خبرة، وكان عليها أن تتعلم نظريات وأساليب الاستخبارات والأمن وحدها، لكنها كانت في نفس الوقت تتمتع بمزايا لا يتمتع بها أي جهاز مخابرات آخر، فقد كانت الدولة الوحيدة القادرة على تجنيد عملاء يهود للموساد من أوساط الجاليات اليهودية في شتى أنحاء العالم، ويتحدثون بجميع اللغات، ويبدون كأبناء لأوطانهم في روسيا، أوكرانيا، اسكندنافية، الدول العربية، أميركا الجنوبية وغيره. كما عمل الموساد بوحي من عملاء يهود كانوا يعتبرون من أشهر الجواسيس في القرن العشرين مثل: لئوبولد ترفر كبير الجواسيس السوفييت خلال الحرب العالمية الثانية، وماركوس وولف الأسطوري الذي ترأس المخابرات الألمانية الشرقية. كما أن القوى البشرية التي التحقت بالموساد كانت قوى متميزة من خريجي دوريات الاستطلاع العسكرية الإسرائيلية، وممن يتمتعون بكفاءات جسمانية كبيرة، وعقول خلاقة وشجاعة، ومن خريجي سلاح الاستخبارات العسكرية والذين تعلموا منذ سنوات العشرين لحياتهم كيف يتنفسون العمل الاستخباري.