كتاب " الموساد العمليات الكبرى " ، تأليف ميخائيل بار زوهر و نسيم مشعل ، ترجمة بدر عقيلي ، والذي صدر عن
You are here
قراءة كتاب الموساد العمليات الكبرى
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
وتفيد صحيفة ديلي تلجراف أن الموساد لم يكتف بتصفية العالمين المذكورين، بل إن الموساد حارب المشروع النووي الإيراني باستخدام عملاء مزدوجين، ووحدة اغتيالات، وانفجارات، وشركات وهمية وتصفية شخصيات مركزية في المشروع النووي الإيراني.
ونسبت الصحيفة إلى "ربيه بهله" – المحللة في شركة المعلومات الاستخبارية الإيرانية قولها: "إن أهم الوسائل الدرامية التي استخدمها الموساد في حربه ضد المشروع النووي الإيراني هي الاغتيالات للشخصيات المركزية وبشكل خاص العلماء المرتبطون بالمشروع. "إن الحرب السرية التي خاضتها إسرائيل بالتعاون مع الولايات المتحدة تتمحور حول تصفية الشخصيات الرئيسية والقيام بعمليات تخريب في سلسلة التجهز بالأجهزة الخاصة بالمنشآت النووية".
وتقول: "إن إسرائيل عملت على هذا النحو في العراق أيضا في مطلع الثمانينات عندما اغتالت ثلاثة علماء نوويين عراقيين وعرقلت بذلك عملية إنشاء المفاعل بالقرب من بغداد.
إن هذه المعلومات الجزئية التي تناولتها وسائل الإعلام الغربية، ألقت الضوء على حرب اللاخيار السرية والقاسية التي يديرها الموساد الإسرائيلي منذ سنوات طويلة من أجل القضاء على أشد الأخطار التي تهدد وجود إسرائيل منذ قيامها، هذه الأخطار التي ستتحول إلى حقيقية إذا ما نجحت إيران في حيازة أسلحة نووية، وجسدت تهديداتها المتكررة الداعية إلى محو إسرائيل من الخارطة.
إن الصراع السري الخطر الذي يخوضه الموساد لا يمكنه أن يكفر عن أخطر قصور ارتكبه في تاريخه، والمتمثل في فشله في اكتشاف المخطط السري الإيراني للتجهز بأسلحة نووية.
لقد عملت إيران بصورة سرية سنوات طويلة من أجل الحصول على سلاح نووي دون أن تعرف إسرائيل شيئا عن ذلك. وأنفقت إيران مبالغ مالية طائلة، وجندت علماء،وبنت قواعد سرية، وأجرت تجارب ذكية دون أن يكون لدى إسرائيل علم بذلك.
لقد عمد الإيرانيون منذ اللحظة التي قرروا فيها ضرورة التجهز بأسلحة نووية إلى القيام بخطوات ذكية والعديد من الحيل التي أبدت أجهزة المخابرات الغربية كأجهزة ضعيفة وفارغة المحتوى، بما فيها الموساد نفسه. لقد تمكنت إيران من خداعهم وإيقاعهم في المصيدة التي نصبتها لهم.
بدأ الإيرانيون مسيرتهم النووية منذ عهد الشاه رضا بهلوي، الذي شرع بإنشاء مفاعلين نوويين في بلاده للأغراض السلمية والعسكرية، وقد أشرفت شركة "سيمنز" الألمانية على بناء المفاعلين، بيد أن خطة الشاه لم تثر قلق إسرائيل نظرا لأنها كانت حليفته المقربة. وقد استضاف عيرز وايزمن - الذي كان في تلك الآونة وزيرا للدفاع في إسرائيل- الجنرال الإيراني حسان طوفينيان الذي كان يعمل في مجال تسليح جيش بلاده. وفي الرواية التي قالها طوفينيان لوكالة المخابرات المركزية الأميركية أفاد: أن وايزمن حاول إقناعه بمقدرة إسرائيل على تزويد إيران بصواريخ أرض - أرض محسنة، بل وأمر وزارته بالتوقيع مع الإيرانيين على اتفاقية لتطوير صواريخ من هذا النوع لصالح إيران – خطة تسور- أما مدير مكتبه الدكتور بنحاس زوسمان، فقد فاخر أمام الإيرانيين بالقول: من الجائز أن يتم تجهيز الصواريخ الإسرائيلية برؤوس نووية. ولحسن الحظ فإن هذه الخطة لم تخرج إلى حيز التنفيذ بسبب الثورة الإيرانية، والتي فر الشاه في أعقابها من بلاده، وسقطت إيران ثمرة ناضجة في أيدي رجال الدين برئاسة آية الله الخميني.
أمر الخميني بوقف التطوير النووي فورا، معتبرا إياه "غير إسلامي" على غرار الكثير من التكنولوجيا الغربية الأخرى. وجرى إغلاق المفاعلات وحل تجهيزاتها. وفي تلك الآونة اندلعت الحرب العراقية الإيرانية التي استخدم فيها صدام حسين الغازات السامة ضد إيران. لقد أحدث استخدام العراق - الذي يعتبر العدو الأكبر لايران- الأسلحة غير التقليدية ضد طهران تحولا جذريا في تفكير آيات الله. وقبل وفاة الخميني جلب وريثه علي خامنئي بشارة جديدة إلى المؤسسة العسكرية الإيرانية، وأعلن أنه ومقابل أسلحة الدمار الشامل التي يستخدمها أعداء إيران، فإنه يتوجب على إيران تطوير أسلحة للدفاع عن نفسها.
لقد كان هذا القرار بمثابة ضوء أخضر لإيران لتطوير أسلحة كيميائية وبيولوجية، وبصورة أساسية أسلحة نووية بمرور الزمن. وقد عثر خامنئي فورا على رجال دين على استعداد لإلغاء التحريم الذي فرضه الخميني على السلاح "غير الإسلامي"، وقالوا: "إن من المسموح به بناء أسلحة نووية". وإننا نعتقد أنه يتوجب على كل من لا زال يعتقد حتى الآن أن إيران تسعى لتطوير أسلحة نووية للأغراض السلمية، أن يراجع الخطابات والتصريحات التي أدلى بها خامنئي في حينه.
كان التطوير النووي السريع نتيجة مباشرة للحرب الإيرانية العراقية، وقد أعد منذ اللحظة الأولى للأغراض العسكرية وليس لأي شيء آخر غير ذلك.
واصل وريث علي خامنئي– هاشمي رفسنجاني – المشروع النووي، بل وعمد إلى توسيعه حال تسلمه السلطة عام 1989. لقد سمع العالم في تلك الآونة الكثير عن الجهود الإيرانية الرامية للحصول على أسلحة نووية. وحينما انهار الاتحاد السوفييتي انتشرت الكثير من الشائعات في أوروبا حول الجهود الهائلة التي بذلها الإيرانيون من أجل شراء قنبلة أو رؤوس صاروخية نووية بملايين الدولارات من قبل ضباط أو علماء جائعين، من مخزون السوفييت النووي.
وغصت وسائل الإعلام الغربية بالمقالات حول العلماء النوويين السوفييت الذين اختفوا من منازلهم ومن اماكن عملهم بعد أن اشتراهم الإيرانيون.
وأشار المراسلون ذوو الخيال الخصب إلى سيارات مغلقة كانت تشق طريقها في شوارع أوروبا بعد أن تختار الطرق الالتفافية من أجل تجاوز الحواجز الحدودية والوصول إلى الشرق الأوسط. وقد علم في نفس الوقت بأن هناك مفاوضات متقدمة تجري بين إيران والصين وروسيا لشراء معلومات وتجهيزات نووية. ووقعت طهران على اتفاقية مع موسكو لبناء مفاعل نووي في بوشهر الواقعة على ساحل الخليج، ووقعت على اتفاقية أخرى لبناء مفاعلين أصغر مع الصين.