كتاب " باسم الشعب ... وللشعب " ، تأليف غالب غانم ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :
You are here
قراءة كتاب باسم الشعب ... وللشعب
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
باسم الشعب ... وللشعب
وكان نجم الاحتفال، سليم حيدر، من المتكلّمين، لكنّ شعراً. ففي قصيدة واقعة في ثمانية وستين بيتاً، عنوانها «العدالة»، نقرأ في المطلع، ثم في المتن، هذه الأبيات:
عَشِقناها، وإن كانت عَذابا
وأيُّ مَثَالةٍ ليست غِلابا....
عَشِقناها ممرّدةً خَلوقاً
ترى الأطماعَ زائلةً، هَبَابا
فتاةً حلوةً عَفّاً وضاءً
طُوالاً بَضَّةً لدناً كعابا
محصَّفةً محكَّمةً جَنَاناً
مُمنّعَةً مُمتّعةً شبابا...
العدالة هي الجمال المتمرّد الخَلوق المتعفِّف الزاهي المحصّنُ النّضِر... وإن عشق العدالة / المرأة لا يؤخَذُ إلّا غِلاباً وعَذاباً. هذا هو بعض مدلول الأبيات. فهل العدالة موجودةٌ، بصفاتها قبلَ أن نتحدّث عن عشقها. وهل هي في كنفِ الجمهورية المثالية والمدينة الفاضلة ؟ قد يكون هذا السؤال هيّناً إذا طُرِح على القضاة المتدرّجين. كان هيّناً علينا لأنّنا دخلنا القضاء وفي مسارح خيالنا أكداسٌ بل أطيافٌ من المثاليّات. ولأنّنا دخلنا اليه بفرحٍ ساعَدَنا على ردم بعض الهوّة بين الممكن والمستحيل، وبين الذي يمكن القبضُ عليه، والفالِتِ أو الهاربِ أو الأثيري.
وكانت السنواتُ الثلاث في معهد القضاء الذي أمَّهُ آنذاك زملاء عرب آمنوا بتفوّق لبنان، وبحثوا عن ضالّتهم المنشودة في مؤسسة كان لبنان سبّاقاً إليها...كانت مطبوعةً باقصى درجات الجدّية، وملأى بالجنى الأوّل، ومنفتحة على ثقافات العالم القانونية، وحَمّالةَ آمال... ومفتاحاً، من حيث المبدأ، للدخول الى أخدار المعشوقةِ الحسناء... أخدار العدالة... فما هي العدالة، بل أين هي؟
(23/7/2011)