You are here

قراءة كتاب الهجاء عند جرير والفرزدق

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الهجاء عند جرير والفرزدق

الهجاء عند جرير والفرزدق

كتاب " الهجاء عند جرير والفرزدق " ، تأليف د. خالد يوسف ، والذي صدر عن مؤسسة الرحاب الحديثة للنشر والتوزيع .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
3
Average: 3 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 9

أمّا من كان البادئ في المهاجاة، فإنّ جريراً برّأ نفسه من ذلك، وادّعى أنّه يقف موقف الدّفاع عن نفسه حيال كلّ الشّعراء الذين جرّح أنوفهم وانتصر عليهم. وفي بعض المظّان وردت قصّة مفادها أنّ جريراّ قد سئل: علام تشتم النّاس وتظلمهم؟ فقال جرير والله أنيّ ما أظلمهم ولكنّهم يظلمونني فأنتصر وأخذ يسرد من التحم بهم في الهجاء(28). وفي هذا المعنى نظم جرير قوله:

ألم ينه عنّي النّاس ان لست ظالماً برّيـاً وأنيّ للمتاحين مِتْيـح

فمنهم رميّ قد أصـيـب فـؤاده وآخر لاقى صكّه فمرنّح (29)

وقال الأصمعي: كان ينهشه ثلاثة وأربعون شاعراّ فينبذهم ويرمي بهم واحداً واحداً، ومنهم من كان ينفحه فيرمي به، وثبت له الفرزدق والأخطل. فقال جرير: والله ما يهجوني الأخطل وحده وإنّه ليهجوني معه خمسون شاعراً كلّهم عزيزليس بدون الأخطل، وذلك أنّه كان إذا أراد هجائي جمعهم على شراب، فيقول هذا بيتاً وينتحل هو القصيدة(30).

ونظير هذه الرّواية، عن الأخطل وندمائه، ورد في إحدى نقائض جرير حيث يقول:

أعددت للشّعـراء كأسـاً مـرّة

عنـدي مخـالطها السّمـام المنــقـع

هلاّ نها هـ م تسعة قتـلتــهـم

أو أربعون هـجوتهم فاستجمعـوا

خصيت بعضهم وبعض جدّعوا

فشكا الهوان إلى الخصيّ الأجدع(31)

زد على ذلك مناسبة التّعارف بين عطيّة ومن سأل جريراً عن أشعر النّاس، فما كان منه إلاّ أن قال بعد أن عرّف بأبيه: (أشعر النّاس من فاخر. بمثل هذا الأب ثمانين شاعراً وقارعهم به فغلبهم جميعاً)(32)

ولولا الحياء وشماتة الأعداء، لهجا جرير أقرب المقرّبين إليه نسبا لكنّه لم يفته أن يعاقب قومه في قصيدة خاطب فيها أباه وجدّه الخطفي ممتنّاً عليهم بنفسه:

ألا لا تخافا نَـبوتي في مـلـمّة وخافا المنايا أن تفوتكما بـيا

ألم أك ناراً يصطليها عدوّكم وحرزاً لما ألجأتم من ورائـيا

وباسط خير فيكُمُ بيـمـينـه وقابض شّر عنكم بشماليا(33)

Pages