كتاب " بني آدم خمسة عشر عامًا مع الإخوان وسنة ونصف مع شفيق " ، تأليف شريف عبد العزيز , والذي صدر عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام .
You are here
قراءة كتاب بني آدم خمسة عشر عامًا مع الإخوان وسنة ونصف مع شفيق
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

بني آدم خمسة عشر عامًا مع الإخوان وسنة ونصف مع شفيق
تسعون دقيقة... مع شفيق
( 26 ديسمبر 2011 )
بـدايـة القـصـة
تسعون دقيقة مع الفريق أحمد شفيق في أبريل الماضي، كانت بالفعل تسعين دقيقة هامة في استكشافي لهذا الشخص الذي اختلفت عليه الآراء ما بين مؤيد ورافض.. تسعون دقيقة حاولتُ فيها الاستفادة من كل ما مررت به من خبرات في حياتي ومن عملي في حقوق الإنسان والتنمية والنضال السياسي وغيرها من ملفات، في تجربة ربما لم تكن سانحة للمواطن العادي من قبل في أن يقابل مسؤولين رفيعى المستوى بهذه الشاكلة واليسر.
سعيتُ لهذا اللقاء بكل حرص وإصرار، وقد تأجل عدة مرات لانشغاله المتوقع، وخاصة أني كنت قد نسقت مع العديد من الأصدقاء للذهاب إلى منزله والذي أصبح قِبلة للكثيرين من أفراد الشعب خاصة بعد أن قدَّم استقالته من منصبه في رئاسة الوزراء في شهر مارس 2011، حيث كانت وزارته ربما أقصر وزارة في مصر؛ حسب علمي.
مطارات مصر :نقلة نوعية
كثير من المصريين يعرفون الفريق شفيق بسبب سمعته الحسنة وكفاءته وحسن إدارته وإنجازاته المتعددة في مجال الطيران المدني الذي تولي مسؤوليته منذ عام 2002، محولاً مصر للطيران ومطارات مصر بشكل عام من خرائب سيئة السمعة إلى محطات دولية محترمة حازت على مراكز متقدمة من أكثر من هيئة رسمية عالمية، وهذه معلومة معروفة لكثير من المصريين، فشفيق يمثل لهم نموذجًا بنائيًا ناجحًا في زمن الهدم.
* روابط مهمة متعلقة بموضوع تطوير صناعة الطيران في عهد الفريق أحمد شفيق :
(1) اختيار الفريق شفيق لوضع رؤية عالمية للطيران المدني حتى عام 2050
http://www.elfagr.org/258342
http://www.mobtada.com/details.php?ID=29130
(2) Cairo Airport : One of the top three best airports in Africa 2010 by Skytrax World Airport Awards
www.africanbusinessreview.co.za/top10/1538/Top-10-African-airports
(3) Best Airports in Africa
http://www.chillnite.com/5295/2010/02/worlds-best-airports-named-asia-sw...
(4) مصر للطيران مع العشرة الكبار في وضع سياسات النقل الجوي العالمي
http://www.dostor.org/society-and-people/variety/10/june/18/19565
ضـد التـوريـث
تفاءلت كثيرًا عندما جعله مبارك رئيسًا للوزراء، بل قلت في نفسي : لماذا لم يصنع مبارك هذا من قبل ؟ ولماذا اضطر لتعيينه في ظروف احتجاجات بدلاً من أن يضع رجلاً ناجحًا في موقع يمكن أن يغيِّر فيه مسار سائر الوزارات التي اشتكى من أدائها الكثيرون طوال السنوات العشر الماضية ؟
حسبما سمعت فإن د. أحمد نظيف رئيس الوزراء السابق ربما لم يكن يحب شفيق، خاصةً وأن أقوالاً كانت تتناثر دائمًا حول احتمالية تولي شفيق لرئاسة الوزراء خلفًا لنظيف... نظيف الذي أخفق في عدة ملفات، كان يخشى من شفيق التكنوقراطي الذي لا ينتمي للحزب الوطني ولا يقبل أن يكون ألعوبة في يد أحد، ولذا كانت وزارته خطًا أحمرَ يصعب على أي شخص في جناح جمال مبارك أو غيره أن يتجاوزه مع رجل عسكري الخلفية ولا يوالي الجناح المنغمس في تجهيز مصر لمشروع التوريث.
لعنـة مبـارك
غير أن هذا التعيين المباشر من مبارك لشفيق تحول إلى سُبَّة عند البعض، خاصةً بعد التعقيدات السياسية التي توالت أحداثها بعد ما يُسمى بموقعة الجمل في يوم الأربعاء الدامي. ورغم تعهد شفيق بأن كل المتظاهرين سيكونون تحت مسؤوليته الشخصية؛ وهو صادق، لم يعرف شفيق أن أمرًا دُبِّر بليلٍ لتفريغ هذا الوعد من محتواه، ورغم اعتذاره الشخصي بعد ذلك وتشكيله للجنة تحقيق أصدرت أحكامها بعد رحيل وزارة شفيق لأنها استغرقت وقتًا للبحث في التفاصيل المتعلقة بالحدث، رغم هذا.. ظلَّ البعض معتقدًا أنه إمَّا متواطئ - وهي شبهة برأته منها لجنة التحقيقات ذاتها - وإما غير قادر على القيام ببعض مسؤولياته... والجدير بالذكر مثلاً أن بعض المتظاهرين تعرض للضرب مرات عديدة في أربعة أشهر في وزارة عصام شرف وتبين بعدها أنه لا يعرف عنها الكثير من التفاصيل أو ربما لا يعرف عنها شيئًا على الإطلاق.
وظني أن الفريق شفيق كان يأمل في أن النظام الراحل سيصدق بالفعل في استهلال بداية جديدة تكون أكثر شفافية وأقل فسادًا وأحسن أداءً ونفعًا للمواطن، كان اعتقادًا مبنيًا على أمله في تصحيح مسار نظام كان كثيرًا ما لا يفي بوعوده، ولكن إرادة بعض الأطراف في النظام السابق في العودة للوراء، أو أطراف أخرى قد لا نعرفها اليوم، كانت أقوى من اعتقاد شفيق، فحدث ما حدث في موقعه الجمل المؤسف، بالإضافة للأطراف التي ربما سينكشف عنها الستار يومًا ما والتي استفادت من موقعة الجمل تلك لتحقيق مكاسب سياسية وحسب.
ألفـاظ جـدليـة
أوافق البعض في أن اختيار الفريق شفيق لبعض الألفاظ قد لا يكون الأفضل في بعض المواقف، ولذا أخذ عليه البعض أنه يهزأ من المطالبين بحقوقهم والمعتصمين في ميدان التحرير، رغم أني كنت أفهم ما يقوله بمنتهى السهولة بدون تفسير سلبي، وقد تبين لي ذلك في مقابلتي الشخصية معه ووافقني صديقي الذي رافقني في كون الفريق شفيق شديد التلقائية وقد يحتاج إلى بعض الوقت ليشرح ما يقصد حتى لا يتم تفسير ما يقول بشكل سلبي. إلا أن أفعاله تشرح أنه لا يستهزأ، بل ربما تبين لي من لقائي الشخصي به أنه ببساطة "ابن ناس" يعامل الناس بتلقائية ومودة حتى أنه تحدث معنا في أمور عائلية يفخر بها وعن أسرته في الشرقية، وكأنه يعرفنا من زمن بعيد، وكأن بيننا وبينه رابطة قرابة.
أسطورة "الشعب يريد"
في حديثنا مع الفريق شفيق تبين لنا أنه ربما يشعر بشيء من الرفض الشعبي بسبب النقد الذي تعرَّض له من عدة قنوات فضائية خاصة ومن جرائد معروفة قام من خلالها أشخاص معروفون من الكتاب والمثقفين وبعض الإعلاميين بتسخير منابرهم للهجوم عليه تحت عدة شعارات، وبفتح المنابر لأشخاص بعينهم وشباب بعينهم ليتحدثوا عن الثورة ومطالبها والتي ألحقوا بها فيما بعد مطلب رحيل وزارة شفيق تحت عدة تبريرات أهمها أنه حلف اليمين أمام الرئيس السابق وأن شرعيته انتهت بانتهاء شرعية مبارك ذاته... بالطبع كانت هذه أسطورة ضمن أساطير عدة من أهمها أسطورة "الشعب يريد"، وهي مُضحكة للغاية ففور أن تترك ميدان التحرير بمن فيه تجد "مصر" أخرى لها ألف رأي ورأي لا يعبِّر عنها ميدان هنا ولا ميدان هناك، وكان من الملفت للنظر أن ما يُسمى بمليونية الثلاثاء التي خُصصّت لرحيل شفيق والتي سبقت استقالته بعدة أيام فقط لم يحضر فيها إلا عدة آلاف - بشهادة من حضروا أنفسهم - وتبقى منهم حوالي الألف حتى نهاية الليل يهتفون "الشعب يريد".
من الملفت أيضًا أن فئات من هؤلاء الشباب كانوا يبتكرون مطالب قد يكون بعضها معقولاً والآخر هزليًا، أو بعضها متفق عليه والآخر غير متفق عليه، ثم يحشدون الناس على بعض المطالب، ثم فور أن يجتمع الناس تجد شعاراتٍ وطلباتٍ مخفية ظهرت في هذا الميدان.. وقد تكرَّر هذا الأمر في عدة مليونيات أو ألفيات تحريرية ثم تجد فيها التفافًا واضحًا حول نتائج استفتاء 19 مارس، أو دعوى لحل المجلس العسكري وتعيين مجلس رئاسي، أو فرض ما يُسمى بالدستور أولاً.. وهكذا. تكررت هذه الحركات الملتفة كثيرًا جدًا عبر مليونيات أو ألفيات متتابعة، حتى أن رفقاء الأمس تقاتلوا فيما بينهم واختلفوا لأنهم اكتشفوا أن المسألة برمتها أصبحت ألعوبة سياسية ومسرحية مضحكة ومؤسفة شعارها المرسل أصبح "الشعب يريد ".
ألفية رحيل شفيق يوم الثلاثاء السابق لاستقالته مباشرة كان المفترض فيها أن تكون مليونية، بينما هي في الحقيقة كانت تعبيرًا عن إرادة قلة أعدادها يتراوح ما بين الألف والثلاثة آلاف، وباعتبار أن الميدان يمتلئ برُبع مليون شخص تقل أو تكثر، فإن اجتماعهم على مطلب لا يعني أنه مطلب المصريين على الإطلاق.
شرحتُ للدكتور شفيق أن مصر أكبر من ميدان التحرير ومن أي ميدان آخر وأن الناس يعبِّرون عن أنفسهم وهذا حقهم، ولكنهم فقط يعبِّرون عن أنفسهم لا الشعب، فأسطورة "الشعب يريد" التي انكشفت من شهور تبين أنها سقطت في الامتحان في استفتاء 19 مارس وبجدارة حيث قامت كل هذه المنابر الخاصة الفضائية والورقية بحشد الناس في اتجاه رأي معين بينما نزلت جموع المصريين لتقول شيئًا آخر.
الشعب يريد ألا يتحدث باسمه أحد، ولو أراد الشعب أمرًا فليصوت في انتخابات ويضع رأيه في صندوق انتخابي وهذا يحسم الأمر.
بلوفر شفيق و ترينج شفيق أيضًا
ضايقتني جدًا سخرية البعض من "بلوفر شفيق" رغم ما يعنيه هذا "البلوفر" من تواضع الرجل ومهنيته وتقديره لقيمة العمل والإنتاج وعدم تعقيده، بل قال لي سائق تاكسي كان يعمل في مجال السياحة - الذي انهار بشكل كبير الآن - أن العاملين في المطار قالوا له إن الفريق شفيق كان يعتاد النزول بنفسه إلى مواقع العمل وهو يرتدي "الترينج "، ولعل وداع موظفي وزارة الطيران المدني له بالدموع عندما تقرر له أن يتولى رئاسة الوزراء شاهد آخر على محبة الموظفين له وتبسطه معهم.
القانون فوق الجميع
أضحكني سائق تاكسي آخر وهو يقول إنه يلوم شفيق في أنه قرر أن يزيل كل التعديات على الأراضي الزراعية أثناء فترة الثورة، لأن سائق التاكسي نفسه تعدَّى على أرض متحججًا بكونه مضطر وأنه من الغلابة، بل وقال إن لو شفيق ترشح للرئاسة ربما ينتخبه حتى بعد لومه هذا وإن كان يميل أكثر لعمرو موسى... أضحكني أنه لام شفيق في أمر يعرف هو شخصيًا - أي سائق التاكسي - أنه أمر ما كان ينبغي أن يفعله وهو التعدي على أرض زراعية.
وكم كان غريبًا أن ثورة لها مطالب منها وضع حد أقصى للأجور، لم يلتفت كثيرٌ من "ثوارها" إلى أهمية الإجراء الذي قام به شفيق عندما بدأ بتطبيق هذا المبدأ على الإعلاميين الذين كان يتقاضى بعضهم تسعة ملايين جنيهًا مصريًا في السنة من أمثال محمود سعد الذي قام فيما يبدو بافتعال معركة إعلامية مع شفيق متغلفًا بجو الثورة بينما هو - كما يبدو لي - لم يعجبه أن يقوم شفيق بتطبيق أحد مطالب الثورة عليه هو شخصيًا... وكم كان مضحكًا أن تكون "ثوريًا" على الناس ولا تريد لقيم هذه الثورة أن تمسَّ مصالحك الشخصية... وهو ما أشعر بأنه مرض أصاب الكثيرين من أصحاب الصوت العالي المتمسح بالثورة.
بلاغات كيدية و صحافة صفراء
انفجرت ماسورة بلاغات ضد شفيق بلغت العشرات بشكل فجائي بعد تركه لرئاسة الوزراء ورغم أن كثيرًا منها ثبت أنه كيدي بالفعل، إلا أن تعمد بعض الجرائد المصرية أن تنقل الأخبار عن هذه القضايا وكأنها جرائم مثبتة أو حقائق بل ووضع صور لورق يسمونه مستندات رغم أن هذه المستندات قد يعتريها ما يعتريه من تلفيق أو كيدية إلا أن الجرائد تعمدت نقل هذه الأخبار بشكل غير حرفي ومنافي لمهنة الصحافة بل ويعرّض البعض للمقاضاة، بل ووصل الحد إلى تأليف الأخبار والكذب التام ووضع تحليلات وآراء في شكل أخبار، لدرجة أن وزيرًا مثل شفيق كان مشهودًا له في عهد مبارك بالنزاهة والكفاءة يبدو الآن ولوهلة أنه أكثر فسادًا من أحمد عز وفتحي سرور وصفوت الشريف وغيرهم.. إن هذا لمضحك بشكل هستيري، وأعتقد أن أطرافًا في النظام البائد من أصحاب المصالح المتبقية في التخفي وراء ستار الثورة هم أصحاب المصلحة بشكل أساسي في تشويه سمعة شفيق لذا يحاولون الزج باسمه في أخبار مسيئة لسمعته في محاولة لتشويه تاريخه في حال إذا أراد الترشح للرئاسة، وكذلك بعض أنصار مرشحي رئاسة آخرين يحاولون تلميع مرشحيهم بترويج أكاذيب عن شفيق، وكذلك تحمس بعض المنتسبين للثورة في كراهيتهم لأي رمز خدم في سياق النظام السابق معتبرين أن هذا عهد قد انتهى ويجب أن ينتهي معه كل شخص عمل فيه ولو كان نزيهًا.
الغريب أن عشرات الأخبار عن استدعاء شفيق وإدراج اسمه في قضية هنا أو هناك لم يصدق منها خبر واحد، فترى مَنْ الذي يؤلِّف هذه الأخبار محاولاً تشويه سمعة الرجل ؟.
مـصـر أولاَ
قال لنا الفريق شفيق وهو يتحدث عن تعقيدات الثلاثين يومًا التي تولى فيها منصب رئاسة الوزراء إن الأمر لم يكن سهلاً، بل وفيه من التفاصيل التي تكشف عن تحديات كان عليه أن يتعامل معها بحكمة خشية أن تنهار الحكومة بينما ينتظر الشعب منه أداءً متميزًا وحلولاً سريعة لمشاكل متراكبة، فقد كان في سباق مع الزمن لحفظ الأمن وتقوية عجلة الإنتاج وعدم الزج بمصر في صراعات داخلية، كان عملاً شاقًا بالطبع... تحدث معنا بشفافية شعرتُ فيها بالثقة أن هذا الرجل كان يحاول العمل في جو صاخب مليء بالضغوط، حتى أنه قدَّم استقالته في مرة من المرات وتمَّ رفض هذه الاستقالة، فالرجل حاول، ولمَّا شعر أن ما يفعله أصبح لا معنى له في ظل الصوت العالي شعر بضرورة الرحيل عن المنصب.
قال عن البرادعي
تبين لي أنه يعلم أن منصب الرئاسة منصبًا مُضنيًا في ظروف كتلك، ولقد تفاجئنا عندما تحدث عن البرادعي بأدبٍ جمٍّ رغم معرفتي أن البرادعي انتقده بشكل أعتبره أنا شخصيًا؛ فظًا.. كان مما قاله عن البرادعي أنه كان سعيدًا بمحاولات البرادعي لمناوشة النظام السابق ولو من بعيد رغم عدم اقتناعه بكل شيء صنعه البرادعي أو بقدرته على قيادة مصر بسبب خلفيته في الخارجية والتي يعتقد أنها لا تكفي لفهم الشأن المصري وحل مشاكله.. تحدث عن البرادعي بشكل مهذب جدًا وانتقده نقدًا لا يقدح فيه، وكذلك أقرَّ له بجهوده في محاولات الإصلاح. فشفيق يحترم ويقدِّر حتى الذين يتناولونه بنقد مسيء، بينما هم لا يقدرون من إنجازاته شيئًا.
أحمد زويـل
حدَّثنا عن أحمد زويل وتمنى لو كان زويل قادرًا على الترشح لولا أنه مزدوج الجنسية، بل قال لنا إنه لا يمانع أن يعمل تحت إدارة يرأسها زويل لو فاز بمنصب الرئاسة لأن زويل تحدث معه حول رؤيته وما يحمله من إصلاحات يمكن أن تغيِّر التعليم في مصر وتصنع ثورة ثقافية غير مسبوقة؛ حسب ما قال زويل.
حدَّثنا شفيق عن بعض إنجازاته العسكرية والمدنية والمنهج الذي يتبعه في حل المشاكل العملاقة بخطوات مدروسة يمكن أن تحقق نتائج سريعة على المدى القصير ليثق الناس في قدرتهم على تحقيق شيء ما على الأرض فيصبروا ليحققوا نجاحات على المدى البعيد، وشرح لنا هذه النظرية في طريقة عمله في المطارات حين تولى منصب وزير الطيران المدني وكيف استلم الوزارة وفيها ما فيها.
الأمن القومي المصري
حدَّثنا عن رؤيته للأمن القومي المصري وطُرق التعامل مع الملف الإسرائيلي العربي... وحدَّثنا عن ملف الأمن الداخلي وطُرق التعامل معه، وكان قد شرح بعضًا من هذا في لقاء تلفزيوني أذكره قبل قراره بالاستقالة من منصب رئاسة الوزراء.
ضايقه بشده أن كُتَّابًا يحترمهم وتعلم منهم يكذبون أو يبالغون ثم يأتي أحدهم ليعتذر له في السر، وتحدَّث عن معرفته بأشخاص يصرون على الزج باسمه في ما يسيء له ليشوهوه، وأنه متيقن أن الوقت كفيل بحل كل هذه المشاكل وأنه يعلم جيدًا أنه قام بعمله متحريًا الدقة والإتقان والنزاهة، وأن الله لن يضيع هذا. حدَّثنا عن عدم صبره عن غير الأكفاء والمستهترين بحياة الناس وأنه لا يبقيهم في العمل إذا تبين له بالدليل القاطع أنهم لا يصلحون، فالكفاءة بالنسبة له أولوية.
كما حدَّثنا عن الملف الوطني والعلاقة بين المسلمين والمسيحيين وداعب صديقي المسيحي الذي رافقني في هذه الزيارة فأضحكنا جميعًا وأشعرني بتوازنه خاصةً أنه تحدث عن رغبته في تعيين مسيحيين في مناصب وزراء بناءً على الكفاءة، وذلك عندما كان رئيسًا للوزراء.
سقوط علاء الأسواني وأشباهه
كانت زوجتي وكثير من أصحابي يحبون القراءة لعلاء الأسواني، أنا شخصيًا لم أحب رواياته، لكني لم أكن أحمل له أي نقد سلبي، غير أن موقفه المشين في تعامله مع الفريق شفيق في برنامج "أون تي في" الشهير كان كفيلاً بتصريح زوجتي لي أنها ندمت أنها قرأت له سطرًا واحدًا، وأنها صُدمت فيه وفي عدم قدرته على احترام الرأي الآخر وآلمها بشدة أنه زايد بدم الشهداء وأصبح يصرخ بشكل همجي..
لقد سقط بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.. وسقطت معه مثالية النُخبة التي تبشر بالديمقراطية والحرية واحترام الرأي الآخر.. وتبين لي شخصيًا أن هذا النموذج يعشش بيننا الآن في شكل كُتَّاب ومثقفين يتحدثون عن أشياء لا يستطيعون تمثلها.
تخاريف صحفية
تعبتُ من قراءة "الفتيا" والتحليلات التي يسوقها الكثيرون في شكل حقائق واقعية ومعظمها من حكاوي الناس وكلامها مرسل ليس عليه أي دليل، حيث أشعر أن ما يُسمى بالصحافة المصرية كادت أن تتحول كلها إلى صحافة صفراء بإيوائها لكتاب لا يملكون من الدنيا غير قلم يكتبون به وفقط ولا مهنة لهم غير الحكايات، حتى أن بعضهم يؤلِّف قصصًا ويدَّعي أن فلانًا اتصل به وعلانًا أخبره... وللأسف فإن مذيعًا كنت أحترمه أصبح الآن ينتهج هذا المنهج ذاته رغم أنه يعلم أن هذه الطريقة ليست مهنية فهو ليس صغيرًا على مثل هذه الترهات.
استطلاعات رأي
صنعتُ استطلاعًا للرأي ليتم توزيعه على المصريين في الشارع وكان من الأماكن التي وصلت لها مصنع في القاهرة الكبرى فيه مائتا موظف؛ خمسة وخمسون منهم استجاب للاستطلاع، وتعجبت أن شعبية الفريق شفيق بينهم عالية رغم كل الإعلام السلبي المضاد له، وتفاجأت من حواراتي مع المارَّة وسائقي التاكسي وغيرهم أن هذا أمر حقيقي وليس متوهمًا...
وكان مما سمعته من الناس عن شفيق قولهم إنه محترم وإنجازاته واضحة ويعجبهم حزمه العسكري وتواضعه في التعامل مع الناس وقدرته على وضع حلول لمشاكل مزمنة والاستعانة بالكفاءات... الكثيرون قالوا إنظر كيف أصلح مصر للطيران وكيف وضع المطارات المصرية في منافسة عالمية.
رجل على خُلق
الفريق شفيق أخرجنا من هذا اللقاء بصورة أعتقد أنها تطابق الأصل، وأنه رجل محترم يملك القدرة على المبادرة ولا يخشى المخاطرة، لا يحتقر معارضيه وليس من شيمه الرد عليهم بطريقتهم السوقية أحيانًا والمليئة بالكذب أحيانًا أخرى.
شهادة سائق تاكسي
قال لي سائق تاكسي: لقد ظلم مبارك شفيق، فقلت له: هل هذا رأيك وحدك ؟ فقال لي: بل رأي الكثيرين من الزبائن الذين يركبون معي كل يوم، فسألته بوضوح: هل تنتخبه إن ترشح للرئاسة، فقال لي: أنا أثق في من له إنجاز على الأرض، وفي من يستطيع البناء، وفي من يعرف مصر ومشاكلها، وفي من نعرف عنه النزاهة والأمانة والحزم، هذه كلها خصال في شفيق.. ولو ترشح سأنتخبه.
دلَّل لي هذا الرجل البسيط - وهو شاب يبلغ من العمر السابعة والعشرين- أن المصريين سئموا الأكلشيهات والكلام المرسل ويبحثون عن بانٍ ومعمِّر وحلال مشاكل معني بالشأن المصري أولاً... ومن خلال لقائي بشفيق،... فإن ما سمعته عن الرجل طوال السنين الماضية؛ أثبتته التسعون دقيقة بلا شك.
وشهادة سائق تاكسي آخر
مشتكيًا من حال البلد والفوضى التي ضربت فيها، حيث قال إنه لا يمانع في أن يحكم مصر الجيش لأننا أسأنا استخدام الحرية؛ حسب قوله؛...غير أني لم أوافقه في أن الفوضى الحالية ستدوم وأنه من الطبيعي أن يحدث تغيير للأفضل في الشهور القادمة.
كان مما قاله هذا الرجل إن شفيق رجل نزيه، ويعجب من محاولات تشويه سمعته ويعتقد أن البعض قد يكون قد نجح في نشر إشاعات وقد يصدقها البعض، وقال إنه يخشى أن هذا الرجل أو غيره ممن لا يقبله "معتصمو التحرير" حتى لو فاز بسبعين في المائة في الانتخابات سينزلون الشارع ويعترضون ويخلقون فوضى ونستمر في هذا المولد - حسب قوله -.. قلت له: حينها سأنزل أنا وأنت ومئات الآلاف لحماية الديمقراطية وبما تأتي به، لأن الصندوق هو الفيصل بيننا وهو الوحيد الذي يمكن أن يخبرنا ماذا يريد الشعب... وافقني، غير أنه كان متشائمًا.
الرجل كان مهندسًا معماريا في إحدى دول الخليج، ويعمل الآن سائقا لتاكسيه الخاص الذي يمتلكه وهو في الأربعينيات من عمره.
مرشح رئاسي محتمل !
قال له صديقي ونحن نودِّعه: سيادة الفريق، أكثر من المستشارين حولك وأحط نفسك بقدر من الشباب يشاركون معك في التفكير والبحث عن حلول... قلت له: نحتاج إلى برنامج انتخابي قوي يا سيادة الفريق يعالج قضايا كبرى... وتركناه وهو لا يعرف إن كان سيرشح نفسه أم لا.. قائلاً لنا ربما يرشح نفسه من هو أفضل منه، أو من يخدم مصر بشكل أحسن. قال له صديقي: سيادة الفريق نحن نعتقد أنه عليك أن ترشِّح نفسك ففي الحالتين سنربح، فلو ترشحتَ وخسرتَ في الانتخابات ستثري السباق الانتخابي بلا شك، وإن ترشحت وفزت فسيكون هذا أيضًا خدمة للشعب المصري.
مصر 28 يناير.. تختفي
رأيي من رأي صديقي، فشفيق ليس منزهًا عن الأخطاء فلا أحد منزه، ولا أعتقد أنه يملك حلولاً سحرية في زمن لا ينبغي فيه أن نعود إلى الوراء ونقدِّس فيه الأشخاص... فنحن لا نعبأ بخبر عن مسؤول يحدثنا عن مدى تواضعه لأكله في محل فول وطعمية شعبي كما كان يحدث مع د. عصام شرف، بل نريد نجاحات وإنجازات بشرية ممكنة، ونريد مصر أفضل.
ما حدث يوم الثامن والعشرين من يناير من نزول أفراد الشعب العاديين مطالبين بالكرامة والعدالة والإصلاح، هو ذاته القيم التي أراها تختفي من كتابات المثقفين من النخبة الذين قفزوا على الثورة ويزايدون بدم الشهداء لإسكات المخالفين لهم، حتى أصبح النقد أصعب مما كان سابقًا... ليس هناك كتالوج نبحث فيه عن حلول، ولا توجد تيارات نُقصيها حتى نعتبر أننا على الطريق الصحيح.. هناك بشر وهناك قيم وهناك احتياجات ومصالح، وهذا ما نريد وحسب... هذا ما طلبناه منذ الخامس والعشرين من يناير.. خطوة أفضل للأمام، بلا مزايدة ولا شعارات ولا تقليد ولا إسكات للأفواه التي تريد أن تمارس النقد الموضوعي.
أنا ثائر.. أنا أؤيـِّد أحمد شفيق
- تعرفتُ على "ياسر" في إحدى الفعاليات التي كانت مخصصة للتعرف على الفريق أحمد شفيق، وكان يتحدث مع شخص آخر بصوتٍ عالٍ، فاستمعتُ إلى حواره وشدني للدرجة التي أستاذنته أن أشارك فيه... ياسر مهندس إلكترونيات، متزوج وله طفل، وهو في الثلاثينيات من عمره، وكان ممن شاركوا في يوم 28 يناير مع زوجته ووالديه، وكان ممن حضروا ملحمة قصر النيل المعروفة والتي لها صور منشورة في أرجاء الإنترنت... ياسر يتحدث عن خطف لقب "ثائر" ولصقه بمجموعة صغيرة احترفت الحديث باسم الشعب، حتى أنه أصبح لا يجد نفسه ممثلاً وغيره كثيرون ممن شاركوا في يوم 28 يناير؛ اليوم الحقيقي للانتفاضة الشعبية التي غيرَّت مسار الأحداث وصنعت تاريخًا غير مسبوق لمصر وللمنطقة، وهو نفس اليوم الذي مات فيه الكثيرون أيضًا، وهو اليوم الذي يستحق بجدارة أن يخلده التاريخ.
ياسر يتحدث عن كثير من أصدقائه من الذين يرون في الفريق أحمد شفيق شخصًا نزيهًا نظيف اليد كفؤا وقادرًا على الأداء والتنفيذ، ولا يعيبه أن يكون وزيرًا سابقًا في النظام السابق... كان مما قاله: لو كانت كلمة "نظام قديم" كلمة يراد بها التضليل حتى يقوم البعض بتصفية حسابات سياسية والقفز على الشعب فليكن إذن، ولذا أنا أحب أن أقول إن شفيق كان هو "النظام الجديد" في قلب "النظام القديم" مثله مثل حسب الله الكفراوي وآخرين كانوا يتقنون ما يفعلون ويتقدمون في زمن التقهقر والفساد.
- يقول "محمد" وهو طبيب في السابعة والعشرين من عمره وشارك في الثورة من يوم 25 وحتى التنحي أنه يشعر بأن هناك أشخاص يريدون أن يوهموا الناس أن "طلبات الثورة" هذه مسالة إجماع، هناك أشياء لم يتفق عليها أحد، ولو كان بعض الذين شاركوا في الثورة لا يحبون شفيق فأنا من الذين شاركوا وأحبه وأرى شيئًا آخر تمامًا وليس من حق أي إنسان أن يقول إن "الشعب يريد" وهو لا يمتلك هذا الحق بحال.
- الشاهد هنا أن مؤيدي الفريق شفيق ينتمون لقطاعات عدة، سواء من الذين شاركوا في 25 يناير وما بعدها، أو الذين لم يشاركوا ويسخر منهم بعض المتحذلقين من النخبة بإعطائهم لقب "حزب الكنبة"، أو من الذين يعتبرون 25 يناير خطأ.. من الكذب المريع أن يحاول رافضو شفيق ترويج فكرة أن من يؤيد شفيق خائن للثورة أو للوطن أو خلافه، فهذا كذب يتبين لك فور نزولك إلى الشارع واحتكاكك بالناس، وعلى المتحدثين باسم الشعب من النشطاء أن يكف عن ممارسة نفس أسلوب النظام السابق في التضليل والكذب، فلقد أصبحوا سواءً، وأعتقد أن كثيرين بدأ يتبين لهم هذا مع مرور الوقت.
تحدثوا معه بدلاً من أن تتحدثوا عنه
تسعون دقيقة مع شفيق... كنت أودُّ أن يقضيها ثمانون مليون مصري معه أيضًا... وأنا أعتبر هذه دعوة لوسائل الإعلام وكثير من الكُتَّاب الذين أعرف أنهم يحترمون الفريق شفيق وبدأوا يخشون الكتابة عنه مخافة انتقادهم.. أنا أدعو وسائل الإعلام أن تكف عن الكذب وأن تبدأ بعمل حالة حوار خاصة، وهم يعلمون أن الفريق شفيق يعرفه المصريون أكثر من آخرين قفزوا علينا قفزًا.. وأن كثرة الكذب لن تأتي بالنتيجة المرجوة.. الرجل عندهم وقريب منهم، فبدلاً من أن يتحدثوا عنه.. فليتحدثوا معه، وليمضوا هم أيضًا تسعين دقيقة معه، وسيتفاجأون أن كثيرًا من المصريين كانوا يعرفون.. أن أحمد شفيق.. رجل يستطيع البناء ويحب مصر.
مقالات رأي عن الفريق أحمد شفيق
- بعد 25 يناير
تعظيم سلام للفريق شفيق (موقع بص وطل)
http://www.boswtol.com/politics/opinion/11/march/3/28290
منتقدو شفيق خائفون من شعبيته (الوفد)
http://www.alwafd.org/69298
الطيران "عسكري" لحين إشعار آخر (الدستور)
http://www.masress.com/dostor/48681
- قبل 25 يناير
النواب يتسابقون لكيل المديح لوزير الطيران المدني «أحمد شفيق» (الدستور)
http://www.masress.com/dostor/19716
ما لا أتمناه لأحمد شفيق (جريدة المصري اليوم)
http://today.almasryalyoum.com/article2.aspx?ArticleID=276970
أحمد شفيق وزير الطيران المدني : طفرة في صناعة النقل الجوي
(الأهرام ومجلة نصف الدنيا)
http://digital.ahram.org.eg/articles.aspx?Serial=142992eid=881
الفريق شفيق وأوراق التلفيق (موقع مصرس وصوت الأمة)
http://www.masress.com/soutelomma/3924