You are here

قراءة كتاب خريطتك في رحلة النجاح

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
خريطتك في رحلة النجاح

خريطتك في رحلة النجاح

كتاب " خريطتك في رحلة النجاح " ، تأليف جون ماكسويل ، والذي صدر عن دار جبل عمان ناشرون .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 3

الفصل الأول
الرحلة أكثرُ إمتاعًا إنْ كنتَ تعرف وُجهتَها
بينما كنتُ أتصفَّح منذ بضع سنين مجلَّة ’’النجاح‘‘، وقعتُ على دراسةٍ أجرتها مؤسَّسة غالوپ حول ما يعتقده الناس بشأن إحراز النجاح. وقد راقني ذلك الأمر لأنَّني دأبتُ في الاهتمام بمساعدة الآخرين كي يصيروا ناجحين، وأردتُ أن أعرف ما توصَّلَت إليه تلك المؤسَّسة. فالقائمون بالدراسة صنَّفوا الأجوبة ضمن اثنتي عشرة خانة، ولكنَّ الجوابَ الذي حلَّ في الطليعة كان ’’الصحَّة الجيِّدة‘‘، حيثُ حدَّدها٨٥٪ من المُستطلَعين على أنَّها مرتبطة بالنجاح قبل أيِّ شيء آخر. لست أعرف رأيك، ولكنَّني أُقدِّر الصحَّة الجيِّدة حقًّا، ولا سيمَّا بعد إصابتي بنوبة قلبيَّة. ولكنْ لو كان لي صحَّةٌ جيِّدة فقط دون سواها، لستُ أدري إنْ كنتُ حينها سأعدُّ نفسي ’’ناجحًا‘‘.
لقد تبيَّن لي أنَّ الناس كثيرًا ما يَستصعِبون تعريف النجاح. فإذا كنتَ لا تدري ما هو النجاح، فكيف يتسنَّى لك أن تُحرِزه يومًا؟ لذلك أُريد أن أُساعِدك على تَبيُّنِ تعريفٍ للنجاح يُفيدك عمليًّا: النجاح هو رحلة.
وسأوضِّح ذلك مبتدئًا بقصَّة. منذ سنين قليلة، وقفتُ أمام الموظَّفين الأربعة والسبعين في المؤسَّسة التي أنشأتُها عام ١٩٨٥ لتعليم القيادة والتنميَّة الشخصيَّة إنجُوي، مستعدًّا أن أُبلِّغهم خبرًا علمتُ أنَّه سيكون مُبهِجًا لبعضهم ومُحبِطًا لغيرهم. فقد كنتُ أنوي إخبارَهم أنَّنا في غضون سنة واحدة سننقل الشركة من سان دييغو بكاليفورنيا إلى أتلانتا بجورجيا.
كنتُ أنا وصديقي دِك بيترسُن، رئيس إنجُوي حينذاك، عاكِفَين على التباحُث في إمكانيَّة نقل الشركة طوال ستة أشهُر. وقد بدأ الأمر كحديثٍ عَرَضيٍّ ابتدأناه بالتعبير ’’ماذا لو...‘‘، ثمَّ باشرنا إيلاءه مزيدًا من التفكير الجدِّيّ. فقدَّرنا الإيجابيَّات، وطلبنا من المدير الماليِّ لدينا أن يُجري بعض الحسابات. وتحدَّثنا عن الفُرَص التي سيُوفِّرها ذلك الانتقال، حتَّى قرَّرنا أخيرًا أنَّ انتقالنا إلى أتلانتا هو خطوةٌ صائبة من النواحي المهنيَّة والمنطقيَّة والاقتصاديَّة. وتبيَّن لنا أنَّه إنْ أردْنا أن نرتقيَ إلى مستوًى جديدٍ من نموِّنا وتنميتنا، لا كشركة فحسب بل كأفراد أيضًا، ينبغي لنا أن نُجريَ ذلك التغيير.
وقد كان ذلك قرارًا صعبًا جدًّا من عدَّة نواحٍ. فلم أتوقَّع يومًا أن أُغادِر سان دييغو، إذ شعرنا أنا وزوجتي منذ انتقالنا من إنديانا بأنَّنا استقررنا في ديارنا. وكانت تلك هي الديارَ الوحيدة التي عرفها حقًّا صغيرانا إليزابيث وجول ﭘﻮرتر. ولكنْ بمقدار ما راقتنا المعيشة في سان دييغو، رغبنا في بذل تضحية الانتقال حتَّى يتسنَّى لنا إحرازُ نجاحٍ أكبر.
إنَّما أقلقَنا على نحوٍ جدِّيٍّ وضعُ العاملين في فريق إنجُوي. فلم نكُن على يقين من جهة ردَّات أفعالهم المُنتظَرة، علمًا بأنَّ سان دييغو واحدةٌ من أجمل مدن البلاد، ومناخها ممتاز. كما أنَّ كثيرين من موظَّفينا كانوا من أهل سان دييغو، ولديهم أواصرُ كثيرة تدفعهم إلى المكوث فيها.
وبينما كنتُ أتأهَّب لمخاطبة الموظَّفين، دبَّت في القاعة حيويَّةٌ ذاتُ جَلَبة. فلم نكُن كلُّنا قدِ اجتمعنا اجتماعًا عامًّا طوال سنة تقريبًا، وأمكنني أن ألحظ الحماسة والترقُّب على وجوه الكثيرين منهم.
بدأتُ كلامي قائلًا: ’’يا جماعة، أرجو أن تُعيروني انتباهكم. لديَّ إعلانٌ هامٌّ أُعلِمكم به. في غضون سنة منذ الآن، سننقل إنجُوي إلى أتلانتا‘‘. ولاحت لي ردَّات أفعال شتَّى. فبعضُهم بدا مصدومًا. وبدا بعضُهم كمن لُكِم في معدته. واتَّسعت عينا جاين هانسِن، إحدى أفضل مندوبي خدمة الزبائن لدينا، وانفغَرَ فمُها، وظلَّت تُطلِق زفرة عدم تصديق كلَّ ثماني ثوانٍ أو عشرٍ من أوَّل دقيقة تكلَّمتُ فيها. أمَّا مُدَراؤنا فقد بدت عليهم أمارات الفَرَج، بعدما كانوا قد أبقَوا معرفتهم بالانتقال المُنتظَر طيَّ الكتمان طوال أسابيع.
وعلى مدى خمسين دقيقة، شرحنا لهم، أنا ودِك بيترسُن، كلَّ ما لدينا من أسبابٍ تدعو إلى الانتقال، وقدَّمنا لهم إحصاءاتٍ ومعلومات عن أتلانتا، وعرضنا لهم شريط ﭬﻴﺪيو من غرفة التجارة هناك. وقُلنا لهم إنًَّ أيَّ مَن يرغب في الذهاب إلى أتلانتا، رجُلًا كان أمِ امرأة، سيُعطى وظيفة عند وصوله إلى هناك. ثُمَّ قدَّمنا إليهم شخصين جاءا من أتلانتا جوًّا مُمثِّلَينِ لأفضل وكالة عقارات كي يُجيبا عن أسئلتهم.
 

Pages