كتاب " خريطتك في رحلة النجاح " ، تأليف جون ماكسويل ، والذي صدر عن دار جبل عمان ناشرون .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :
You are here
قراءة كتاب خريطتك في رحلة النجاح
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

خريطتك في رحلة النجاح
الرغبة في القيام بالرِّحلة
لم نكن على يقين بشأن أيَّة ردَّة فعل سنتلقَّاها من موظَّفينا. فقد كُنّا بصدَد انتقالٍ كبير سيُغيِّر حياتهم جذريًّا. وكم كانت دهشتنا بالغةً حين قال أكثرُ من ٩٠٪ من فريقنا إنَّهم يودُّون الانتقال إلى أتلانتا، أو على الأقلِّ سيُفكِّرون في الانتقال! لقد كانوا راغبين في القيام بالرِّحلة.
ودفعني ذلك إلى التفكير. لماذا كان كثيرون جدًّا منهم مستعدِّين لأن يُقتلَعوا من جذورهم، تاركين خلفَهم كلَّ ما كان مألوفًا عندهم، بما في ذلك الأقرباءُ والأصدقاء، لينتقلوا إلى مكانٍ بعيد عبرَ البَلَد؟ لقد استنتجتُ أنَّهم كانوا على استعداد للرحيل لأسباب أربعة:
١.لقد زوَّدناهم بصورة عن المكان الذي هم مزمِعون أن يذهبوا إليه.
إذ تحدَّثنا، أنا ودِك ووكيلا العقارات، إلى جماعتنا، زوَّدناهم بصورة عن مستقبلنا في أتلانتا: بيئة العمل المؤاتية، عدد الأشخاص الأكبر الذي سيتسنّى لنا الاتِّصال بهم، تحسين نوعيَّة حياتهم، الفرصة التي ستُتاح لشركتنا كي ترتقيَ إلى المستوى التالي. وكان في وسعهم أن يرَوا كامل الصُّورة، سواءٌ من حيث الفوائد التي سينالونها شخصيًّا أو تلك التي ستنالُها الشركة.
٢.لقد أجبناهم عن أسئلتهم.
إنَّ إمكانيَّة القيام برحلة قد تُسبِّب الشعور بعدم الأمان وتُثير أسئلة عديدة. فقد أراد مُوظَّفونا أن يعرفوا أين سنفتح مكاتبنا، وكيف هي مدارس أتلانتا، وما أحوالُ سوق الإسكان، وما أماكن الجذب الثقافيَّة والاستجماميَّة المتوافرة في المدينة، وكيف هو النظام الضريبيُّ في الولاية، وما إلى ذلك. وفي ذلك الاجتماع الأوَّل تمكَّنَّا من الإجابة عن جميع أسئلتهم تقريبًا.
٣.لقدِ اختبروا هم أنفسُهم النجاح الشخصيَّ في حياتهم.
كانت مؤسَّسة إنجُوي، كفريقٍ واحد، ماضيةً في اختبار النجاح تكرارًا، وكذلك كانت حالُ الأفراد أيضًا. فهُم كانوا مسؤولين عن نجاح الشركة، وفي الوقت عينه كانوا ينعمون بثمار ذلك النجاح. لقد كان لديهم حسٌّ في ما يتعلَّق بالتوجُّه والغاية، وكانوا ينمون شخصيًّا، وكانوا يُساعِدون الآخرين.
٤. هُم ما عادوا كما كانوا، وأرادوا الاستمرار في حيازة الشأن والقيمة.
قبل أُسبوعين من إعلاننا الانتقالَ المنتظَر، سمعتُ ﭘﺎتي نُل، إحدى موظَّفاتنا، تقول: ’’يروقني العمل في إنجُوي، حيث نُساعِد كثيرين جدًّا بفضل ما نعمله. ولا يسعُني أن أتصوَّر العمل في أيِّ مكان آخر!‘‘ فما إن يذوق المرءُ حلاوة النجاح؛ ويدرك أنَّ لمجهوداته أهمِّيَّتها، حتَّى يغدو ذلك أمرًا لا ينساه أبدًا، ولا يودُّ التخلِّيَ عنه البتَّة. كما أنَّ إحداثَ فرقٍ في حياة الآخرين يُغيِّر إطلالة المرء على الحياة وعلى الأولويَّات لديه.
لعلَّك تقول لنفسك: ’’عظيم! جيِّدٌ أنَّ جماعتكم رغبوا في الانتقال إلى ولاية جورجيا. ولكنْ ما علاقةُ ذلك بي؟ إنَّني لن أنضمَّ إليكم في هذه الرِّحلة إلى أتلانتا! فماذا بشأن تعريف النجاح؟‘‘
صحيحٌ أنَّك لن تنتقل إلى أتلانتا على الأرجح، ولكنَّك تعدُّ العدَّة للقيام برحلة، هي رحلة النجاح. وتلك الرحلة تنطوي على إمكانيَّة اضطرارك إلى قطع مسافةٍ طويلة، ربَّما كانت أطولَ ممّا حلمتَ به يومًا. ففي سبيل القيام بهذه الرحلة، لا بدَّ أن تحتاج إلى الأُمور التي احتاج إليها موظَّفونا في إنجُوي تمامًا: صورة عن المكان الذي ستذهب إليه، أجوبة عن أسئلتك بشأن النجاح، معرفة طبيعة النجاح، القدرة على التغيير والاستمرار في النَّماء.
ومُنيَتي أن أُزوِّدك بهذه الأُمور في هذا الكتاب. فأنا أُريد أن أُساعدك كي تكتشف خريطتك الشخصيَّة في رحلة النجاح، وأُعلِّمك ما معنى أن تقوم برحلة النجاح، وأُجيبَ عن كثيرٍ من أسئلتك، وأُجهِّزك بما ستحتاج إليه حتمًا لتغيير نفسك والاستمرار في النَّماء. وفي سياق ذلك، ستكتشف أنَّ النجاح مُتاح للجميع: لمُدبِّرة المنزل ولرجلِ/سيِّدةِ الأعمال، للطالب وللموُشِك على التقاعُد، للرياضيِّ ولخادم الكنيسة المحلِّيَّة، لعامل المصنع وللمتعهِّد.