تجمع الكاتبة العراقية الكردية ليلى جراغي في روايتها "الصدأ"، مكوّنات تتيح لها مقاربة مفهوم الهوية المتشظية كمقدمة لإرساء السلام الداخلي ووحدة الذات المتعددة، من خلال سبعة مشاهد تستعرض فيها الشخصيات مخاوفها وأحقادها المتراكمة وكيفية تسلسل استيطانها، عبر خيار
You are here
قراءة كتاب الصدأ
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 7
أبعدها سعيد عنه بنفور وهو يردد بلسان ثقيل وصوت متحشرج :
ـ متى سننتهي من هذا الموضوع ... متى بحق الشيطان ، لقد سأمت من تكرار تلك الدراما السخيفة ....
صرخت نرجس وهي ترتعش :
ـ إنها ابنتك ، كما هي ابنتي ، وعلينا الآن أن نذهب لنجدتها ، جارتها تقول ...
نهض سعيد من مكانه وهو يترنح في طريقه لمغادرة الصالة ، مقاطعاً إياها بانفعال :
ـ فلتذهب أبنتك وجارتها إلى الجحيم ، لسنا نحن من أجبرها على الزواج من ذلك الوغد ، فلتتحمل نتائج اختيارها .
هرعت نرجس خلفه لتستوقفه :
ـ أرجوك ، لا تقسو عليها .. الأمر مختلف هذه المرة .. صدقني
ـ اذهبي واستجدي العون من أبناءك المستهترين ... واتركوني وشأني ، فقد سامت منكم جميعاً .....
صرخت نرجس خلفه بانكسار :
ـ أولادي أين سأجدهم الآن ، يا لحضي السيئ ، جمال في حضن زوجته وأنت تعرف بأنه لا يزال يقاطعنا ، وكمال لا شغل له ولا مشغلة غير التنقل مع أصدقاء السوء بين البارات وفي آخر المطاف يرتمي في أحضان تلك العاهرة الروسية أنوشكا .
هز سعيد رأسه بأسى متجاهلاً إياها ، وهو يترنح في طريقه لحجرة نومه وقد أستيقظ صوت راح يشكو بداخله : ترى لماذا تثير هذه العاهرة غضبي كلما وجدتني أجلس بسلام مع نفسي، ألا يكفي إهمالها لي طوال الوقت ، وجريها وراء صاحباتها ومشاكل أولادها ! وكأنني لم أعد أشكل شيء مهم في حياتها .. لو كنت قادر إلى اليوم على مضاجعتها وجعلها تتلوى من اللذة تحتي مثلما كنت أفعل معها في السابق لما استطاعت أن تعاملني الآن بهذا الجفاء، وكنت سأبقى سيدها وحبيبها مثلما كانت توهمني في الماضي يا الله . النساء ماكرات ، يدعين الموت من أجلك حينما تلبي رغباتهن وينكرنك حينما لا يكون بمقدورك فعل شيء لهن .....