محاور رسم الشخصية

 

يمكن ضبط الدور الوظيفي والفني الذي تنهض به الشخصية الفعالة داخل القصة القرآنية على وفق بعدين أساسيين و محورين رئيسين:

 

الأول: الفعالية الحسية للشخصية ( المادية ) .

 

الثاني: الفعالية المعنوية للشخصية ( النفسية ).

 

ونعني بالفعالية الحسية: كل نشاط تقوم به الشخصية من جهة تأثير الجانب المادي فيها، والذي يكون غالبا سببا في تحريك الأحداث في القصة القرآنية أو توجيه الحبكة او المنظور وغيرهم من عناصر القص. وإذا أعوزتنا الأمثلة عن الجانب المادي فنضرب مثلا بقوة موسى عليه السلام ودورها في إدارة الأحداث، وحسن يوسف عليه السلام وأثره في توجيه دفة الصراع..... الخ.

 

أما الفعالية المعنوية للشخصية: فنعني بها كل نشاط تقوم به الشخصية من جهة تأثير الجانب المعنوي او النفسي فيها أو الفكري، والذي يؤدي أحيانا دورا فعالا في رسم الأحداث وتوجيهها. ومن أمثلة هذا النمط الصبر والتوكل في شخصية إبراهيم عليه السلام، والحكمة التي اتسمت بها شخصية بلقيس والعفو وبعد النظر عند النبي صلى الله عليه وسلم. والقرآن الكريم لا يبرز هذه العناصر لذاتها وإنما للتأسي بالشخصية الخيرة والتنفير عن سواها.وها نمط سائد في تقديم الشخصية في القصص القرآني

 

يمكننا التركيز على هذين البعدين للكشف عن فعالية الشخصية المؤمنة في القصة القرآنية، وسنتناول بعض الشخصيات بوصفها نماذج لها نظائر كثيرة في القص القرآني بأكمله ونركز على طرائق رسم الشخصية وسبل تقديمها أيضا.