صلي ع النبي يا جورج

كتاب" صلي ع النبي يا جورج " ، تأليف : وليد رباح، والذي صدر عن مؤسسة شمس للنشر والاعلام ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :

كنا في بيتنا ستة؛ سابعهم كلبهم، كان الكلب قصير الذيل مقصوصه، ولا أدري إن كان قد قص عمدًا لذنب ارتكبه، أو أنه نما في بطن أمه مثلما كان عليه، كان الكلب يدعى (سامبو) لأنه ذو سواد في جبهته، أما السادس فكان (جورج).

وجورج اسم حقيقي لا التواء فيه ولا عوج, أو هكذا كان يقال، فقد استأجر غرفة في الدور السفلي من سكننا، أحضره شيخ المسجد في قريتنا لأبي، لأنه كان ذا يسار وثقة وقال له:

- اسمع يا علي، هذا اسمه جورج، وهو أمانة في عنقك إلى يوم الدين، أطعمه مما تأكل، وعامله كأنه أحد أقاربك، ولا تسأله كثيرًا، فقد أصابه مرض النسيان ولن تستطيع أن تأخذ منه حرفًا إلا بصعوبة، ولا تصدِّقه فيما يقول.

قال أبي:

- على الرحب والسعة يا شيخنا، هو عندي بمثابة أخي.

قال الشيخ:

- لا تنسَ أن تأخذ منه أُجرة الغرفة التي وعدت أن تكون له بخمسة عشر قرشا فلسطينيا في الشهر...

- لك ذلك يا شيخنا.

ولأنني لا أعرف ما الذي كان يجري في بيتنا لصغر سني، فإني سأتحدث عن نفسي وجورج لأنه محور(القضية) إلا من بعض التفاصيل،

 لقد عاش جورج في غرفته المنعزلة ردحًا من الزمن، كان قليل الكلام فيما يتحدث به، ولكنه كان حاد القول حين يلعب الورق في غرفته مع أبي، مما حدا بي إلى الاعتقاد أنه واعٍ لما يقول ويفعل، عكس ما تحدث به الشيخ.

وجورج كما أتذكره كان طويلاً عريضًا يطال رأسه سقف الغرفة، أما أبي فقد كان معتدل القامة لا بالطويل ولا بالقصير، وكنت أخشى ما أخشاه أن يغضب جورج (فيلطم) أبي علقة يذكرها طيلة عمره.