أنت هنا
حوار مع كاتب مثير للجدل ألف كتاباً عن محمود محمد طه مكون من (1278) صفحة

مؤلف الكتاب من مهجره في قطر يكشف لنا عن حوار المستقبل الجديد
الى الأستاذ محمود.. الذي هزم تجربة الموت.. وطهر وجه الأرض.. وفدى البشرية.. حينما ابتسم على منصة المشنقة صبيحة يوم الجمعة 18 يناير 1985م.. إليك لأن في قراءة سيرتك تطهيراً للعقل والجسد، وتقوية للروح على النفس، وترقية للفكر والشعور.. إليك لأنك تلد قارئك من جديد.
الى زوجة الأستاذ محمود، (أمنا) آمنة.. فقد رافقته برضا منذ عام 1942م.. عايشت مواجهاته للمستعمر، وصبرت على سني سجنه وخلوته.. آزرته في مصادماته للقديم والجهل، وظلت تتحمل الأذى والقسوة والظلم حتى لحظة شموخه على منصة المشنقة، وحتى يوم الناس هذا.
الى تلاميذ الأستاذ محمود وتلميذاته.. الذين لازموه وناصروه وآزروه، بثبات وثقة.. قادوا بإسمه مواجهات ضارية من أجل أنسنة الحياة وكرامة الانسان.. فواجهوا تحالفاً كوكبياً واسعاً قوامه : الجهل والقديم وكسل العقول والسجال بلا شرف.. فحوربوا وقوطعوا وشردوا، ونفذ حكم الاعدام في أستاذهم أمام أعينهم.. برغم ذلك لم يتسرب الحقد الى نفوسهم.. لأنهم ثمرة أستاذهم.. فقد شربهم سر الحياة وقصة الانسان، وعلمهم كيف يخلقون الجمال في أنفسهم، وفي ما حولهم من الأحياء والأشياء، وأوصاهم بأن يكون الفرد منهم المظهر والمصدر للجمال.. فكانوا فروعاً جميلة من أصل أجمل.. إليهم لأنهم قدموا نموذج المثقف الجميل المحترم.. كتب الأديب شوقي بدري قائلاً : (الحقيقة ما شفنا ولا سمعنا بجمهوري ما جميل تقول بنجروهم من الصندل).
ثم الى زوجتي الحبيبة هنادي، والى أبنائي رؤى ومحمد ومنتهى.. إن هذا السفر الذي انتزعني منكم، وأخذ جل وقتكم، وأدخلكم في اختلاف وتناقض وصراع من مع من حولكم، إنه في مقبل الأيام سيكون موضع فخركم، ومصدر عزكم.. فترقبوا!!!.