أنت هنا

قراءة كتاب وكان ابنه الثمن

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
وكان ابنه الثمن

وكان ابنه الثمن

كتاب "وكان ابنه الثمن"، ليس الحلقة الأولى في مسلسل كتاباتي، قد تكون الأخيرة، لأن يد الزمن ثقيلة وهي تدق على باب العمر، وهمسة التعارف هذه، ليست بطاقة شخصيّة، فتاريخ الولادة، ومكان السكن، ورقم الهاتف، والفاكس، والحالة الشخصية، وعدد الأولاد، ولون الشعر، أو الع

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: مكتبة كل شيء
الصفحة رقم: 3
هروب
 
التقيا صدفة... بين السماء والأرض، على مقعدين متجاورين في طائرة محلقة في الجو... كانت عيناها تشتعل بهموم الدنيا... وصدرها يقذف آهات من نار... فسألها:
 
من أشعل حربا كونية في صدرك؟
 
قالت: زوجي.
 
- وأين هو؟
 
- تركته وهربت.
 
- أكنت تحبينه؟
 
- حبي له يكفي لتعويض أبناء هذه الأمة الذين حرموا من الحب.
 
- أكان وسيما؟
 
- ليس هناك رجل على وجه الأرض بوسامته أو برجولته.
 
- وهو. أكان يحبك؟
 
- كان يرى بي كل نساء الدنيا.
 
- وكيف أطاعك قلبك على هجره؟
 
- رئيسي في العمل.
 
- كيف؟
 
- إنه أخطبوط له ألف ذراع وألف عين، بعث بزوجي في مهمة بعيدة وطويلة ليستفرد بي.
 
- وهل بردت ناره وقضى وتره؟
 
- غصبا عني.
 
- كيف؟
 
- إنه حيوان مفترس، مريض، مصاص دماء، منحرف.
 
- ألم تشتكيه؟
 
- فعلت، لكن لسانه أمضى من سكاكين الجزار وأطول من كل أذرع الأخطبوط، استطاع أن يلفه حولي من كل الجهات.
 
- وزوجك؟ ما به؟ ألا تدركين أنك تقتلينه مرتين؟
 
- لم أفكر بذلك.
 
- بم فكرت؟
 
- فكرت أن أقتل نفسي ببعدي عنه، ليموت الغدر وتنتحر الخيانة.
 
- هذا انتحار والانتحار هروب وهزيمة.
 
- علّ ملوك هذه الغابة وحراسها أن يخجلوا ولو قليلا.
 
- ألهذا تهربين؟
 
- لست نادمة. لأني أهرب من أرض يأكل فيها القوي لحم الضعيف تحت مظلة القانون ويساعد مناخها على تكاثر الأفاعي.

الصفحات