أنت هنا

قراءة كتاب وكان ابنه الثمن

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
وكان ابنه الثمن

وكان ابنه الثمن

كتاب "وكان ابنه الثمن"، ليس الحلقة الأولى في مسلسل كتاباتي، قد تكون الأخيرة، لأن يد الزمن ثقيلة وهي تدق على باب العمر، وهمسة التعارف هذه، ليست بطاقة شخصيّة، فتاريخ الولادة، ومكان السكن، ورقم الهاتف، والفاكس، والحالة الشخصية، وعدد الأولاد، ولون الشعر، أو الع

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: مكتبة كل شيء
الصفحة رقم: 4
الله يرحمه، لا يرحمه، يرحمه...؟
 
«يرحمه الله، لا يرحمه، يرحمه، لا يرحمه، يرحمه» مع هذه العبارة انتهت حبات سبحة الشيخ بدوي الغريب التي كان يكرجها وهو يردد تلك العبارة.
 
لم ترق هذه النهاية للشيخ الغريب، وهو الذي لم يمض على انضمامه للجماعة أكثر من نصف سنة، وكان قبل ذلك صديقا حميما وشريكا في مصلحة تجارية مع غسان المتوفى،لم ير من غسان إلا الوفاء والإخلاص،احتار الشيخ الغريب كيف سيشارك في تشييع جنازة غسان وكيف سيطلب له الرحمة من الله وقد كان عاصيا ولم ينضم للجماعة،مع علمه أيضا أن غسان لم يغضب الله حتى في الأحلام، وقد ساعد الكثيرين من المحتاجين والأرامل والأيتام، من خلال عمله في السنتين الأخيرتين كعامل اجتماعي في مكتب الشؤون الاجتماعية.
 
تكدر وجه الشيخ غريب، وارتسمت على وجهه علامة استفهام كبيرة، واشتعلت الحيرة في عينيه كمن ركبته عفاريت الدنيا.
 
قام إلى حجرته، دخلها وأغلق الباب وراءه، أدار وجهه إلى أعلى وتمنى لو يستطيع الكلام مع ملاك الرحمة، فخيل له في الحال أنه يسمع صوتا يسأله:
 
- ماذا تريد يا غريب؟
 
- سيدي، أنا عبدكم المطيع.
 
- عباد الله المطيعون كُثُر.
 
- أنا حارس الأخلاق الحميدة وحارس الدين.
 
- الدين والأخلاق الحميدة ليست سجونا ولا ثكنات عسكرية ولا حتى محال تجارية.
 
- لا أقصد ذلك.
 
- ماذا تريد إذا.
 
- أتمنى أن يمحى التاريخ ويقف الزمان وتموت الحضارات.
 
- وكيف يعيش الناس بلا زمان؟
 
- كما تشاؤون.
 
- وكيف تتخيل مشيئتنا؟
 
- أن تقلع الفرحة من العيون وتخنق الأصوات في الحناجر حتى لا يجرؤ أحد على الغناء حتى في الحمام، وتحطم المرايا في البيوت حتى لا تتبرج النساء، وتصادر من البيوت كل أجهزة التلفزيونات والفيديوهات والدي فيديوهات والكاميرات، وتهب هوريكان تقلع أعمدة التلفونات وتقطع أسلاكها، وتفنى الحواسيب ليموت هذا الزنديق الذي يسمى إنترنت، وتمحى من كتب القواعد كل عبارة أو سطر يلتقي فيهما الضميران هو وهي، ليبقيا غائبين مدى الدهر حتى قيام الساعة، وترفع المشانق لعلي الجارم ومصطفى أمين لأنهما سبب الاختلاط بين اللواتي والذين وهم وهن...
 
- ولم كل هذا؟
 
- ليرضى الله.
 
- وهل يرضى الله بذلك؟
 
- أظن ذلك.
 
- ظنك في غير محله.

الصفحات