أنت هنا

قراءة كتاب فضاء الكون الشعري

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
فضاء الكون الشعري

فضاء الكون الشعري

حديث الشعر هو الحديث الأكثر حيوية ونشاطاً وغبطة وحلاوة ولذّة وجنوناً وإثارة وانفتاحاً وتشظيّاً وسحراً وغموضاً، في أيّ زمان ومكان وحدث ومصير وأفق وجهة، وحين يتخصّص الحديث ضمن تجربة نوعية خاصة لها تاريخها ضمن النشاط السيرذاتي فإن الأمور تأخذ حساسيتها على نحو

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 3
كانت لقاءاتي بالصديق الشاعر محمد مردان مستمرّة ومثمرة طيلة السنوات الست الأخيرة من العقد التسعيني خاصة، وشهدت هذه السنوات رحلات كثيرة معه وبعض الأصدقاء إلى بغداد بسيارته نوع ((لادا 79))، قبل أن يستبدل بها سيارة من نوع ((برازيلي)) فيما بعد، حيث ننزل في أحد فنادق العاصمة الشعبية ونواصل مسيرتنا صباحاً نحو دار الشؤون الثقافية العامة في منطقة (سبع ابكار)، وصحف الثورة والجمهورية والقادسية والعراق، نجمع المكافآت التي نتقاضاها عما ننشره من مواد فيها على مدى أشهر، ونمضي سهرتنا عادة وجيوبنا عامرة في نادي اتحاد الأدباء في ساحة الأندلس فنلتقي الكثير من أدباء بغداد والمحافظات القريبة هناك.
 
الشاعر محمد مردان أول من شجعني على النشر في صحف بغداد المركزية بعد إذ رأى أن مستوى كتابتي ستحظى بالاهتمام هناك، وكان أن أرسلت أول مقال نقدي إلى الصفحة الثقافية في صحيفة الثورة التي كان يشرف عليها الشاعر المبدع خالد علي مصطفى، وربما كانت صفحته من أهمّ الصفحات الثقافية لما يتميّز به من موضوعية وثقافة ورؤية علمية ناقدة، حيث كانت محطّ أنظار الكثير من الكتاب والمثقفين العراقيين والعرب أيضاً، وفوجئت بعد أسبوع من إرسال المقالة أنها نشرت في صدر الصفحة الثقافية باهتمام واضح، على الرغم من وجود صفحة ثقافية أسبوعية خاصة بأدب الشباب تصدر كل ثلاثاء ويشرف عليها كذلك الشاعر خالد، وكانت تحظى بأهمية كبيرة أيضاً.
 
إن نشر مقالتي في صدر الصفحة الثقافية المركزية وضعني أمام مسؤولية كبيرة وبعث في داخلي فرحاً كبيراً وثقة عالية بنفسي كنت بأمسّ الحاجة إليها، واستمررت بإرسال المقالات حتى بلغتْ أكثر من عشرين مقالة منشورة وضعت اسمي على لائحة النقاد العراقيين الشباب الأكثر حضوراً في الساحة الأدبية، قبل أن أذهب إلى بغداد بمعية مردان طبعاً لأتعرّف إلى الفضاء الأدبي والثقافي، ولتكلّفني مجلة الطليعة الأدبية والأقلام بكتابة مقالات ودراسات كانت فاتحة أكبر لدخولي هذا المجال بقوّة.
 
لعلّ من الطرائف الثقافية التي يمكن إدراجها في سياق حديث المقدمات ذي النكهة السيرذاتية المرتبطة بعلاقتي الثقافية بالشاعر محمد مردان وثلّة من مثقفي مدينة الموصل، هي تلك الطريفة التي جمعتني صحبة محمد مردان مع الشاعر رعد فاضل والقاص ثامر معيوف، ونحن نسهر في أحد مطاعم المدينة حيث كنّا بصدد تشكيل ما سميناه حينها بـ ((المربع الذهبي)) الذي يضمّنا أربعتنا، في وقت كنّا فيه مولعين بالتجمعات التي تتألف من بعض الأدباء الذين يجدون في أنفسهم مزايا ثقافية ورؤيوية مشتركة، يمكنها أن تجمعهم ضمن خيمة تسمية ثقافية وفكرية وأدبية ذات شأن ـ حتى وإن كان هذا الشأن على صعيد التسمية الإعلامية حسب ـ.

الصفحات