أنت هنا

قراءة كتاب فضاء الكون الشعري

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
فضاء الكون الشعري

فضاء الكون الشعري

حديث الشعر هو الحديث الأكثر حيوية ونشاطاً وغبطة وحلاوة ولذّة وجنوناً وإثارة وانفتاحاً وتشظيّاً وسحراً وغموضاً، في أيّ زمان ومكان وحدث ومصير وأفق وجهة، وحين يتخصّص الحديث ضمن تجربة نوعية خاصة لها تاريخها ضمن النشاط السيرذاتي فإن الأمور تأخذ حساسيتها على نحو

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 7
ـ مدخل:
 
يشتمل المستوى الرؤيوي والتناصي في التجربة الشعرية عند الشاعر محمد مردان على شبكة مسارات تتصّل بجوهر الرؤية الشعرية التي يشتغل عليها في شعره، فهو شاعر يولي هذا المستوى أهمية بالغة إذ هو سليل الشعراء العرب الذين ينفتحون على مجال الرؤيا، على النحو الذي يعكس انشغالهم العميق بالتجربة الصوفية في الكتابة الشعرية وهي تتماهى مع المقولات الصوفية الكبرى في الثقافة الصوفية.
 
حظي هذا المستوى في الكتاب بثلاث بحوث مهمة تصدرها البحث الموسوم بـ ((فضاء الرؤيا ورمزية الحلم ـ الملامح الصوفية في ديوان ((أسفار الشجر)) ـ)) للدكتور شادان جميل، وهو يترسّم خطى التجربة الشعرية عند الشاعر محمد مردان من خلال مفهوم الرؤيا بمعطاه الفلسفي الصوفي، مقترناً بمفهوم الحلم بواقعه الرمزي المستمدّ من حيوية المعطى الصوفي ذاته، وقد اشتغل البحث على مجموعة من النصوص المنتخبة من ديوان ((اسفار الشجر))، وهو أحد أهم دواوين الشاعر في مضمار تجلّي حيوية هذه التجربة وبلوغها مرتبة الصيرورة والتمثّل العالي للحساسية والفكرة.
 
يشتغل البحث الثاني على الديوان ذاته في سياق آخر يخضع لفضاء المستوى ذاته أيضاً، وقد جاء البحت بعنوان ((شعرية التضمين القرآني ـ ديوان أسفار الشجر أنموذجاً ـ)) للباحث مصطفى مزاحم، الذي ذهب إلى معاينة حساسية التضمين الشعري في الديوان من القرآن الكريم، كاشفاً عن المدى العميق الذي استغرقته شاعرية الشاعر وهي تستمّد رؤيتها الفاعلة من صور القرآن الكريم ومجازاته وصيغ تعبيره الراقية، وقيمة الحضور اللافت لهذه العلاقة التناصية التي تلحّ على تجربة الشاعر في توغله الخصب داخل الفضاء القرآني، عبر استئثار أغلب قصائد الديوان بهذه الروح وهذه الحساسية.
 
وقاربت الباحثة آمنـة محمود في بحثها الموسوم بـ ((توظيف اللهجة القرآنية في النص الشعري: الجواز والشبهة)) الموضوع السابق ذاته، لكنها أتت إليه من وجهة نظر أخرى اجتهدت في الاشتغال عليه من خلال ثنائية الجواز والشبهة، وما تتيحه هذه الثنائية من خصب بحثي في انتخاب النماذج وقراءتها والتوصل إلى الكشف عن سبل وطرائق التوظيف الشعري عند الشاعر.

الصفحات