ان تنامي ظاهرة التكتلات الاقتصادية الكبرى وانشاء مناطق التجارة الحرة والاسواق الواسعة، والتي جاءت في ظل تطورات دولية واقليمية هامة ومتسارعة، تنبئ عن قيام مرحلة جديدة في نظام العلاقات الدولية تقوم قواعدها على التجمعات الاقتصادية الكبرى بدءاً من الوحدة الاورب
قراءة كتاب الإنسان بين المادة والروح
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 5
الهجمة الاعلامية الشرسة للعولمة والاعلام الغربي:
السؤال الذي يطرح نفسه الآن يقول : هل انشغال الفكر العربي العربي المعاصر بموضوع العولمة يشبه انشغال هذا الفكر بموضوعات وصراعات ثقافية من قبل كانت قد شغلته عن انتاج ثقافته الاصيلة الخاصة به، فراح يدور في فلك نظريات. ان الامر مختلف تمامأ مع ظاهرة العولمة لاسباب كثيرة منها اننا نجد أنفسنا وجه لوجه في مواجهة أيديولوجية العولمة وابتلاع الحضارات والخصوصيات بشراسة مزودة بأحدث الات الفتك والتدمير.(1)
ومن هذه الاسباب ايضا هذا التقدم المذهل في وسائل الاتصال وفي المعلوماتية التي مكنتنا من ان نتواصل انيا مع أرجاء العالم.
ان ظهور البعد الثقافي كالية فعالة في عمل العولمة، وفي مقاومتها والحد من وحشيتها في ان معاً فلاول مرة يجد المفكر العربي نفسه جنبا الى جنب مع مفكري العالم المتقدم والمتخلف، في لحظة تفكير واحدة امام موضوع محدد، خصوصأ وان العولمة لم تنجز نفسها تأريخيا بعد، وما زالت في طور التخلق والتشكل، وفي طور الارادات التي تبحث عن تجسيداتها المشخصة هذه الارادات هي التي تمثل ايديولوجيا العولمة وخطابها الثقافي والسياسي الذي يبشر بنهاية التاريخ(بعد ان حط عصا ترحاله في اصطبلات الكاوبوي الامريكي).(2)
ان المأخوذين بالعولمة الذين ينكرون أي خصوصيات حظارية او ثقافية تتمايز بها الامم والشعوب معتبرين الفكر العربي القومي، والهوية القومية، من مخلفات التاريخ.
ويعدون الحديث عن السيادة، وعن الوحدة القومية، من القاموس السياسي المنقرض، ويعلنون ان شعار الغزو الثقافي وسيلة رخيصة تلجأ اليها الحكومات المستبدة والفاسدة لتضليل الجماهير، وصرفها عن حقوقها، السياسية والاجتماعية والاقتصادية ويعدون ذلك كله من الايدولوجيات الزائفة، بل الاسطورية. فألعالم قد دفن الايدولوجيات وهو يمضي باتجاه ازالة الصراعات السياسية ةالاثنية والدينية والطبقية. بين البشر فالوحدة العربية اسطورة، والامة العربية اسطورة، والاشتراكية اسطورة، والديموقراطية اسطورة، والكفاح ضد الصهيونية اسطورة، والاستقلال عن الغرب اسطورة.وكنتيجة منطقية لكل ما سبق تغدو التجزئة والقطرية وانعدام المساواة والاستبداد والتبعية والكيان