مقدمة الفصل الاول :

 

لقد أعطى الله تعالى الحجة للمسلمين والأدلة القاطعة والبراهين الساطعة للدعوة العلمية الحسنة وذلك لوجود أكثر من ألف حقيقة علمية في القرآن في مجال العلوم الطبية والفلكية والهندسية وعلوم البحار وعلم الأرض والنبات والحيوان والفيزياء والكيمياء والجغرافية والحاسبات والاحصاء … الخ ﭿ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭾ( النحل :89 )

 

ان الذي يكتب في كل العلوم والمخلوقات هو أكيد خالق هذه المخلوقات وموجد هذه المعلومات جلت قدرته، لأن الانسان مهما تدرج في نيل الدرجات العلمية والتأليف والتجارب الشخصية، يبقى علمه قليل مقارنة بمجموع العلوم المكتشفة وغير المكتشفة ﭿﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﭾ( (المائدة : 15).

 

لقد جعل الله جل وعلا للمسلمين النصر بسهولة استنتاج الترابط العلمي الوثيق بين الحقائق القرآنية ومختلف العلوم وسهولة استخراج جوهر القرآن واعجازه القادر على العطاء بما يتلاءم وعلوم ذلك العصر، ﭿ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊﮋ ﭾ( (المائدة 48) فقد جعل الله سبحانه وتعالى الهيمنة للقرآن الكريم على الكتب السماوية التي سبقته، كما جعله المرجع الأخير في منهج الحياة وشرائع الناس ونظام حياتهم، وهذا يتبين جليا واضحا في اعجاز علومه واعجاز النظم ودقة أحكامه وكثرة تفاسيره وتراجمه وكثرة اسمائه واهتمام البشرية به بحيث لايعلم الا الله تعالى وحده كم يبلغ ماوضع من علوم لخدمة كتابه الكريم. ﭿ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭾ ((سورة ص 29).

 

ان الاعجاز المنفرد للقرآن الكريم هو أنه أكثر الكتب التي تقرأ في العالم وبدون منافس الى يوم القيامة، وهو أسهلها بدلالة أن الأميين من المسلمين عرب أو غير عرب يحفظون ماتيسر منه وباللغة العربية لأنه جزء مهم من صلاتهم، كما وتؤكد هذه الحقيقة الملموسة أن تيار القرآن المتواصل الحركة مع جريان الشمس وصلوات المسلمين في كل لحظة وانتقالها من بقعة الى أخرى في هذه الأرض ايقاع صوتي متناسق( ترتيل أو تجويد ) بديع ومتكرر ومتميز ومنفرد لهذه الأمة وبلغة واحدة، فان أكثر من مليار مسلم في العالم في الوقت الحاضر يؤدون الصلوات الخمس ويعد تقسيم المليار مسلم على 1440(1)( دقيقة لوجدنا أن مايقارب694.50 مليون مسلم على اختلاف لغاتهم وتباين السنتهم يتلون القرآن متعبدين في صلاتهم في الدقيقة الواحدة ﭿ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀﭾ( (سورة الرعد 2) ولو افترضنا أن نصف عدد المسلمين يقيم الصلاة لرأينا أن حوالي 347.2 مليون مسلم يقيم الصلاة في الدقيقة وعلى مدار اليوم كله وبشكل متواتر مع جريان الشمس وبلغة واحدة ونظام واحد.

 

ﭿ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﭾ( سورة النمل، 93 )، ﭿﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﭾ( (سورة غافر، 81) ﭿ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐﰑ ﭾ( (سورة المجادلة، 11).

 

ان لهذه الآيات وضع دقيق ومعنى خليق بالتأمل، وهو بمثابة استدعاء لأهل العلم والحكمة لتتوجه أنظارهم الى ما في هذا الكون من دقائق الحكمة وبديع الصنعة وفي هذا من العلم الذي أودع في القرآن ليكون معجزة من الجانب العلمي يدركها أهل العلم كما كان معجزة للبلغاء في جانبه النظمي، وكذلك خطابا للرسول(") تعليما له لمعنى يدرك كنهه(2) وقد ثبت، ان القرآن مشتمل على تفاصيل جميع العلوم الشريفة في عقلها ونقلها اشتمالا يمتنع حصوله في سائر الكتب فكان ذلك معجزا(3) ان هذا العصر هو عصر الاعجاز العلمي في القرآن الكريم، وقد كتب الكثير في( الاعجاز العلمي القرآني بعد اكتشاف الكثير من الحقائق العلمية وتحديدا في العقدين الأخيرين من القرن العشرين، وعقدت الندوات والمؤتمرات والمعارض في البلاد الاسلامية(4)