كتاب "على قيثارة الغربة" لمؤلفته الشابة هبة الله جوهر، هو مجموعة قصصية متناثرة، كما تقول؛ "قصصتها من ذكريات لرواية عبرت بها ورحلت عنها بلا إرادة .
أنت هنا
قراءة كتاب على قيثارة الغربة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 1
زيق* رَجل
رصيفٌ ملون بالأصفر ثم الأسود ,تمشي على حافته بهدوء ,تتسامر مع روحها حتى تصل نهاية شارع ملتوي ,في وسطه بناية من خمسةِ طوابق ,بعرض واجهته مصباحان أُضيئت أنواره،فقد شارفت الساعة على التاسعة مساءاً ولا بُد من إنارتهما.
تصل غرفتها قبل الجميع ,لمحة عابرة على أزواج الأسرة ,تنظر إلى ساعتها مخاطبة نفسها وهي تضع أوراق محاضرتها جانباً :-
" لا من أحدٍ هنا،ما زالت أطراف أرجلهن داخل حد الباب ... ووجوههن خارج حده ... ها هن يرتشفن آخر حقهن من هواء دقائق التاسعة ... فالأكسجين هنا ينعدم بوجود أربعة أزواج من الأسرة "!
صوت زيــــق الباب،إذاً إنها التاسعة،تباً لهذا الزيق كم يشعرني بحلول اكتظاظ الغرفة ,لم يفكر أي أحد من الحراس أن يمسح ثوابته الحديدية بقليلٍ من الزيت؟!ربما غيظاً وقهراً بنا كأنه يود أن يقول يمنع الخروج، "!
تطل من نافذة غرفتها،فترى آثار خطوات شبان لم تشبعهم وجوه عشيقاتهم طيلة اليوم، فجاؤوا ينصبوا أسفل البناية ليستنشقوا رائحة أخيلتهن.
تنتفض ستارة خضراء اللون - من بين يديها - تعود خطوة للخلف.
" تباً لعيونكم أشعر أنها تسرق أنوثتنا من أَسرتنا ,وتباً لطول رقابكم أشعر للحظة أنها تمتدُ بأعماق أغطيتنا".
تتنهد متجهة نحو سريرها الذي تخيم بأعمدة سرير آخر من فوقه ... وفجأة يرهبها صريخ ...
"وين سرحانة يا مره طفي هالضو بدي أندفس "
ترتجف إلى واقعها عائدة إلى تَخيم من نوع آخر فالزوج آتٍ للنوم ومن طول انتظارها راحت تقلب ذكريات الماضي ولم تشعر بدخوله إلا على مسامع صريخه!
تمد أناملها من تحت غطائها،وتطفئ الأنوار ,تدير جسدها جانباً إلى حافة السرير واضعة كفيها تحت خدها الأيمن،مغمضةً عينيها قائلة بينها وبين نفسها :
"زيق باب بصدأ أطرافه،أهون على مسامعي من زيق رجل بصدأ لسانه وغرفة مكتظة بأزواج من الأسرة،أهون على روحي من غرفة بزوج دون أُسره".
_____________________________
*الزيق :- صوت الباب بسبب التكدد أو صدأ ثوابته الحديدية.